وقال بعضهم : ليس لمساحة البارئ نهاية ولا غاية وانه ذاهب فى الجهات الستّ اليمين والشمال والامام والخلف والفوق والتحت قالوا : وما كان كذلك لا يقع عليه اسم جسم ولا طويل ولا عريض ولا عميق وليس بذى حدود ولا هيئة ولا قطب (١)
وقال قوم ان معبودهم هو الفضاء وهو جسم تحلّ الاشياء فيه ليس بذى غاية ولا نهاية ، وقال بعضهم : هو الفضاء وليس بجسم والاشياء قائمة به
وقال (٢) «داود الجواربى» (٣) و «مقاتل بن سليمان» ان الله جسم وانه جثّة (٤) على صورة الانسان لحم ودم وشعر وعظم له جوارح واعضاء من يد ورجل ولسان ورأس وعينين وهو مع هذا لا يشبه غيره ولا يشبهه ، وحكى عن «الجواربى» (٥) انه كان يقول : اجوف (٦) من فيه الى صدره ومصمت ما سوى ذلك ، وكثير من الناس يقولون : هو مصمت ويتأوّلون قول الله : الصمد (١١٢ : ٢) المصمت (٧) الّذي ليس باجوف (٨)
وقال «هشام بن سالم الجواليقى» ان الله على صورة الانسان وانكر ان يكون لحما ودما ، وانه نور ساطع يتلألأ بياضا وانه ذو حواسّ خمس كحواسّ الانسان سمعه غير بصره وكذلك سائر حواسّه له يد ورجل واذن وعين وانف وفم وان له وفرة سوداء
__________________
(١) قطب : قطب [ق]
(٣) الجواربى : فى الاصول الحوارى
(٥) الجواربى : فى الاصول الحوارى
(٤) وانه جثة : فى ص ١٥٣ : ١ : وان له جمة فتأمل
(٦) اجوف : انه اجوف [ق]
(٧) المصمت : محذوفة فى ح
(٢) (٧ ـ ١٢) قابل ص ١٥٢ ـ ١٥٣
(٨) (١٣ ـ ١٦) راجع ص ٣٤