غبطة لا حسدا ، إذ تمنّوا مثله لا عينه (إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ) بخت (عَظِيمٍ) من الدّنيا.
[٨٠] ـ (وَقالَ) لهم (الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) ـ بأحوال الدّارين ـ : (وَيْلَكُمْ) هلاكا لكم ، كلمة زجر (ثَوابُ اللهِ) في الآخرة (خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً) ممّا اوتي «قارون» بل ممّا في الدنيا (وَلا يُلَقَّاها) أي الكلمة الّتي قالها العلماء أو الثّواب لأنّه بمعنى المثوبة أو الجنّة (إِلَّا الصَّابِرُونَ) على الطّاعة وعن المعصية.
[٨١] ـ (فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ) قيل : كان يؤذى «موسى» وهو يداريه فبرطل (١) بغيّة لترميه بنفسها ليفتضح ، فخطب «موسى» يوما فقال : من زنى غير محصن جلدناه ومحصنا رجمناه ، فقال «قارون» : وإن كنت؟ قال و «ان كنت».
قال : فبنوا إسرائيل زعموا انّك فجرت بفلانة ، فأحضرت فناشدها «موسى» بالله أن تصدق ، فقالت : برطلنى «قارون» لأرميك بنفسي.
فدعا «موسى» ربّه عليه فأوحى إليه أن مر الأرض بما شئت ، فقال : يا أرض خذيه ، فأخذته الى ركبتيه ثمّ الى وسطه ثمّ الى عنقه ثمّ غيّبته.
وكان يتضرّع إليه في هذه الأحوال فلم يرحمه ، فأوحى الله إليه : استغاث بك فلم تغثه؟! لو دعاني لأجبته.
ثمّ قال بنوا إسرائيل : فعله ليرثه ، فدعا الله فخسف بداره وماله (فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ) أعوان (يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ) يمنعونه من عذابه (وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ) الممتنعين منه (٢).
__________________
(١) اي أعطاها البرطيل وهو الرشوة.
(٢) في تفسير البيضاوي ٤ : ١٢ ـ ممتنعين منه من قولهم : نصره من عدوّه فانتصر : إذا منعه منه فامتنع. راجع الحديث في تفسير البيضاوي ٤ : ١٢.