واسمها (أَنْ أَوْحَيْنا) أي ايحاؤنا (إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ) محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قيل : قالوا : إنّ الله لم يجد رسولا يرسله إلى الناس إلّا يتيم أبي طالب.
وقيل تعجبوا من إرساله بشرا (أَنْ) مفسرة أو مخففة (أَنْذِرِ النَّاسَ) خوّفهم بالعذاب (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَ) بأن (لَهُمْ قَدَمَ) سابقة (صِدْقٍ) أي منزلة رفيعة بما قدموا ، أو شفاعة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم (عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا) القرآن المتضمن ذلك (لَساحِرٌ مُبِينٌ) بيّن ، وقرأ «الكوفيون» و «ابن كثير» «لساحر» (١). والإشارة الى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[٣] ـ (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) في قدرها ولم يخلقهن دفعة مع قدرته على ذلك لحكم ، منها إثبات الإختيار ، وتعليم خلقه التثبت. (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) فسّر في «الأعراف» (٢). (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) يقدره وينفذه على مقتضى حكمته (ما مِنْ شَفِيعٍ) يشفع لأحد عنده (إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ) ردّ لزعمهم أنّ أصنامهم تشفع لهم (ذلِكُمُ) الموصوف بهذه الصفات (اللهُ رَبُّكُمْ) لا إله ولا ربّ لكم غيره (فَاعْبُدُوهُ) وحده (أَفَلا تَذَكَّرُونَ) تتفكرون وتتعظون.
[٤] ـ (إِلَيْهِ) لا الى غيره (مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً) بعد الموت (وَعْدَ اللهِ حَقًّا) مصدران قدر فعلهما (إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ) يبتدئ به (٣) (ثُمَّ يُعِيدُهُ) بعد إفنائه (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ) بعدله ، أو : عدلهم أي ايمانهم (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ) ماء في غاية الحرارة (وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ) بسبب كفرهم أو بمقابلته.
وعدل عن أسلوب مقابله اشعارا بأن الغرض بالذات من الإبداء والإعادة الإثابة ،
__________________
(١) حجة القراآت : ٣٢٧.
(٢) في تفسير الآية (٥٤) من سورة الأعراف.
(٣) في «ب» : يبتدئه.