و «أبو عمرو» وصلا
(فَما آتانِيَ اللهُ) من النّبوّة والكمالات ، والقراءة بإثبات الياء مفتوحة
وصلا وساكنة وقفا أو حذفها وقفا أو مطلقا (خَيْرٌ مِمَّا
آتاكُمْ) من حظّ الدّنيا ، تعليل للإنكار ، ثمّ أضرب عن ذلك الى
بيان السّبب الّذي حملهم عليه فقال : (بَلْ أَنْتُمْ
بِهَدِيَّتِكُمْ) بما يهدى إليكم (تَفْرَحُونَ) حبّا لزيادة المال لقصر هممكم عليه أو بما تهدونه لتفخروا
به على الملوك.
[٣٧] ـ (ارْجِعْ إِلَيْهِمْ) بما جئت به من الهديّة (فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ
بِجُنُودٍ لا قِبَلَ) لا طاقة (لَهُمْ بِها
وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها) من سبأ (أَذِلَّةً) بذهاب عزّهم (وَهُمْ صاغِرُونَ) بأسر واهانة إن لم يأتوا مسلمين.
ولمّا رجع إليها
الرّسول عرفت انّه نبيّ ولا طاقة لهم به ، فشخصت إليه في جندها وغلّقت على عرشها
الأبواب ووكّلت به الحرّاس ، ولعلّه اوحى إليه ذلك فأراد أن يريها بعض ما خصّه
الله به من المعجزات تقريرا لنبوّته فلذلك :
[٣٨] ـ (قالَ يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ
يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) إذ لا يحلّ لي أخذه إذا أسلمت.
[٣٩] ـ (قالَ عِفْرِيتٌ) مارد قوىّ (مِنَ الْجِنِّ أَنَا
آتِيكَ) فعل أو اسم وكذا الآتي (بِهِ قَبْلَ أَنْ
تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ) مجلسك للحكم ، ومدّته نصف نهار (وَإِنِّي عَلَيْهِ) على حمله (لَقَوِيٌّ أَمِينٌ) على ما فيه من جوهر وغيره.
[٤٠] ـ (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ
الْكِتابِ) الكتب المنزلة «آصف بن برخيا» وزيره ، كان صدّيقا ، يعلم
اسم الله الأعظم ، أو الخضر ، أو جبرائيل ، أو سليمان كأنّه استبطأه فقال له : (أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ
يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ).
__________________