و «حمزة» و «الكسائي» (١) (قُرَّةَ أَعْيُنٍ) بأن نراهم مطيعين لك ، فإنّ المؤمن يسّر بأهله وتقرّ عينه بهم إذا رآهم صلحاء معاونين له في دينه ، راجيا لقائهم في الجنّة و «من» للابتداء أو البيان ك «لقيت منك أسدا» ونكّرت «أعين» كتنكير «القرّة» تعظيما وقلّلت (٢) لقلّة «أعين» المتّقين بالنّسبة الى عيون غيرهم (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) يقتدون بنا في الدارين بأن توفّقنا للعلم والعمل.
ووحّد لدلالته على الجنس أو لإرادة كلّ واحد منّا أو لأنّ أصله مصدر.
وقيل : جمع آم كقائم وقيام اي قاصدين لهم ، ويعضده قراءة أهل البيت عليهمالسلام : «واجعل لنا من المتقين اماما» (٣).
[٧٥] ـ (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ) جنسها وهي أعلى منازل الجنّة (بِما صَبَرُوا) بصبرهم على الطّاعات وقمع الشّهوات (وَيُلَقَّوْنَ) وقرأ «أبو بكر» و «حمزة» و «الكسائي» «يلقون» من لقى (٤) (فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً) دعاء بالتّعمير والسّلامة من الملائكة أو من بعضهم لبعض.
[٧٦] ـ (خالِدِينَ فِيها) بلا موت ولا زوال (حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً) اعرابه ك «ساءت مستقرّا» ويقابله :
[٧٧] ـ (قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي) ما يصنع أو ما يكترث بكم (لَوْ لا دُعاؤُكُمْ) عبادتكم له ، أو دعاؤه ايّاكم الى الدّين و «ما» مصدر ان جعلت استفهاميّة اي أيّ عبء يعبأ بكم (فَقَدْ كَذَّبْتُمْ) بما أعلمتكم به إذ خالفتم (فَسَوْفَ يَكُونُ) جزاء تكذيبكم أو اثره (لِزاماً) لازما لكم في الآخرة ، وقيل : هو قتل يوم بدر (٥).
__________________
(١) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٤٨ ـ وليس فيه اسم الأشخاص.
(٢) اي أتى بجمع القلّة.
(٣) تفسير مجمع البيان ٤ : ١٨٠.
(٤) حجة القراآت : ٥١٥.
(٥) نقله البيضاوي في تفسيره ٣ : ٢٥٣.