وقيل : اصحاب الرّقيم ثلاثة نفر ، دخلوا غارا فانحطّت صخرة سدّت بابه ، فقالوا : ليدع الله كل واحد منّا بحسنة عملها ، لعلّه يفرّج عنّا ، ففعلوا فنجوا (١) (كانُوا) في قصّتهم وقد تعجب الكفرة منها فسألوه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ عنها امتحانا (مِنْ آياتِنا) حال (عَجَباً) خبر كان أي ما كانوا عجبا دون سائر آياتنا فإنّ خلق السماوات والأرض وما فيهن أعجب.
[١٠] ـ (إِذْ) اذكر إذ (أَوَى) التجأ (الْفِتْيَةُ) جمع فتّى ، كصبيّ وهو : الشّابّ الكامل (إِلَى الْكَهْفِ) هربا بدينهم من دقيانوس ، وقد ادّعى الرّبوبيّة وكانوا من خواصّه ويسرّون الإيمان (فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً) مغفرة ورزقا وأمنا (وَهَيِّئْ) أصلح (لَنا مِنْ أَمْرِنا) الّذي نحن عليه (رَشَداً) نكون به راشدين.
[١١] ـ (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ) أي أنمناهم ، وأصله ضربنا عليها حجابا يمنع السّماع ، فحذف المفعول (فِي الْكَهْفِ سِنِينَ) ظرف (٢) ل «ضربنا» (عَدَداً) ذات عدد.
[١٢] ـ (ثُمَّ بَعَثْناهُمْ) أيقظناهم (لِنَعْلَمَ) ليظهر معلومنا (أَيُّ الْحِزْبَيْنِ) المختلفين في مدّة لبثهم منهم أو من غيرهم والاستفهام (٣) علّق نعلم فهو مبتدأ ، خبره (أَحْصى) فعل ماض أي اضبط (لِما لَبِثُوا) للبثهم ، حال من المفعول وهو (أَمَداً) غاية.
[١٣] ـ (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِ) بالصّدق (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ) شباب (آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً) بالتّثبيت (٤).
__________________
(١) قاله النعمان بن بشير ـ كما في تفسير مجمع البيان ٣ : ٤٥٢.
(٢) في «ج» ظرفان.
(٣) في «ج» ولتضمنه الاستفهام.
(٤) في «ج» بالتثبت.