[١٦] ـ (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً) أي أهلها بعد قيام الحجّة عليهم أو إذا دنا وقت إهلاكهم كقولهم : إذا أراد العليل أن يموت خلط في مأكله ، فإرادة إهلاكهم مجاز عن دنوّه (أَمَرْنا مُتْرَفِيها) منعميها أي رؤسائها بالطّاعة أمرا بعد أمر ، على لسان رسول بعثناه إليهم توكيدا للحجّة عليهم.
وخصّ المترفون لأنّ غيرهم تبع لهم (فَفَسَقُوا فِيها) فتمادوا في العصيان والخروج عن الطّاعة (فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ) الوعيد بانهماكهم في المعاصي (فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً) أهلكنا أهلها وخربناها.
[١٧] ـ (وَكَمْ) وكثيرا (أَهْلَكْنا مِنَ الْقُرُونِ) الأمم ، بيان ل «كم» (مِنْ بَعْدِ نُوحٍ) كعاد وغيرهم (وَكَفى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) عالما ببواطنها وظواهرها.
[١٨] ـ (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ) الدّنيا بعمله (عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ) التّعجيل له ، وهو بدل من «له» بإعادة الجارّ.
وقيّد بالمشيّة والإرادة لأن العبد لا يعطى كلّ ما يتمنّاه (ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها) يدخلها (مَذْمُوماً) ملوما (مَدْحُوراً) مطرودا عن رحمة الله.
[١٩] ـ (وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها) حق السّعي لأجلها بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه (وَهُوَ مُؤْمِنٌ) إذ لا نفع للعمل بدون الإيمان (فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) مقبولا عند الله ، مثابا عليه.
[٢٠] ـ (كُلًّا) من كلّ واحد من الفريقين (نُمِدُّ) نعطي (هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ) بدل من «كلّا» (مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ) رزقه ، متعلق ب «نمدّ» (وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً) ممنوعا في الدنيا من مؤمن ولا كافر.
[٢١] ـ (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) في الرّزق والجاه (وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ) أعظم (دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً) من الدنيا ، فينبغي الرّغبة فيما هو أفضل وأبقى.