يُشْرِكُونَ) (١) بعد حكاية قولهم بالولد ، وفيها ما مرّ وأخبارنا مختلفه (فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ) أي فامنعوهم عنه ، والنهي عن القرب للمبالغة أو للمنع من دخول الحرم (بَعْدَ عامِهِمْ هذا) عام براءة ، سنة تسع (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً) فقرا بانقطاع متاجرهم عنكم (فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) بوجه آخر ، وقد أغناهم بالغيوب والغنائم والجزية وتوفيقه أهل جدة وجرش للإسلام فماروهم (إِنْ شاءَ) قيّد به لقطع الآمال إلا إليه تعالى (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ) بالمصالح (حَكِيمٌ) في تدبيره.
[٢٩] ـ (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) إيمانا صحيحا فإيمانهم كلا إيمان (وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ) محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم كالخمر وغيره ، أو من زعموا اتباعه ، أي : هم يخالفون دينهم المنسوخ (وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِ) الثابت الناسخ لغيره (مِنَ) بيانية (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) اليهود والنصارى ، والحق بهم المجوس ، وروي ان لهم نبيا قتلوه وكتابا أحرقوه (٢) (حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ) ما ضرب عليهم من المال (عَنْ يَدٍ) حال من «الجزية» أي نقدا مسلمة عن يد الى يد ، أو من الواو ، أي منقادين أو مسلمين بأيديهم لا بنائب ، أو عن قهر عليهم ، أي مقهورين. (وَهُمْ صاغِرُونَ) أذلاء ، بأن تؤخذ من الذميّ وتوجأ عنقه وقيل يصفع (٣).
[٣٠] ـ (وَقالَتِ الْيَهُودُ) ـ أي بعض أسلافهم أو من بالمدينة ـ : (عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ) إذا أملى عليهم التوراة حفظا لما أحياه الله بعد مائة عام ، ولم يبق فيهم [بعد وقعة (٤)] ـ «بخت نصر» من يحفظها ، فقالوا تعجبا منه : ما هو إلا ابن الله ، ويدلّ على
__________________
(١) في الآية (٣١) من هذه السورة.
(٢) تفسير نور الثقلين ٢ : ٢٠٢.
(٣) صفع : ضرب قفاه بجمع كفّه لا شديدا ، وقيل : هو أن يبسط كفّه فيضرب.
(٤) الزيادة من تفسير البيضاوي.