عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) بالنبوّة ، فلقد منّ علينا بها واصطفانا لها (وَما كانَ) ما صحّ (لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) بأمره أي ليس ذلك بوسعنا ، وانما هو متعلق بمشيئته تعالى (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) في أمورهم.
[١٢] ـ (وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ) أي لا عذر لنا في ذلك (وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا) الموصلة لنا الى معرفته وخففه «أبو عمرو» (١) (وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا) فإنه تعالى يكفيناكم (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) فإنه يكفيهم.
[١٣] ـ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا) حلفوا أن يخرجوهم إلّا أن يصيروا كفرة مثلهم (فَأَوْحى إِلَيْهِمْ) الى الرسل (رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ) الكافرين.
[١٤] ـ (وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ) أرضهم (مِنْ بَعْدِهِمْ).
في الحديث : من آذى جاره ورّثه الله داره (٢) (ذلِكَ) الإسكان بعد إهلاك الظلم (لِمَنْ خافَ مَقامِي) الذي أقيمه فيه للحساب ، أو قيامي عليه رقيبا (وَخافَ وَعِيدِ) أي عقابي وأثبت «ورش» الياء وصلا (٣).
[١٥] ـ (وَاسْتَفْتَحُوا) طلب الرسل من الله الفتح على الكفار ، أو الحكم بينهم وبينهم ، أو : سأله الكفار نصر المحق على المبطل (وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) أي :
فأفلح الرسل وخسر كل متكبر عن قبول الحق ، معاند له.
[١٦] ـ (مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ) أي أمامه ، وهو من الأضداد ، أو : سمّي المستقبل به مجازا كأنّه أتي من خلف (وَيُسْقى) عطف على مقدر أي يصلاها ويسقى (مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ) عطف بيان ل «ما» وهو ما يسيل من فروج الزناة في النار من القيح والدم.
__________________
(١) اي «سبلنا» بسكون الباء ينظر تفسير روح المعاني ١٣ : ١٧٨.
(٢) تفسير مجمع البيان ٣ : ٣٠٨ وتفسير البرهان ٢ : ٣٠٨.
(٣) التيسير في القراآت السبع : ١٣٥.