الحي وسراة (١) الموالي تابعناه [١١٧ ب] وذكروا ذلك لأبى طالب ، فقالوا : قل لابن أخيك أن يطرد هؤلاء الغرباء (٢) والسفلة حتى يجيبه سادات قومه وأشرافهم قال أبو طالب للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : لو طردت هؤلاء عنك لعل سراة قومك يتبعونك ، فأنزل الله (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) يعنى الصلاة له (بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِ) طرفي النهار (يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) يعنى يبتغون بصلاتهم وجه ربهم (ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) ـ ٥٢ ـ قال : وكانت الصلاة يومئذ ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي ثم فرضت الصلوات (٣) الخمس بعد ذلك (وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ) يقول وهكذا ابتلينا فقراء المسلمين من العرب والموالي بالعرب من المشركين : أبى جهل ، والوليد ، وعتبة ، وأمية ، وسهل بن عمرو ، ونحوهم (لِيَقُولُوا أَهؤُلاءِ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ) (٤) يعنى أنعم الله عليهم بالإسلام (مِنْ بَيْنِنا) يقول الله (أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) ـ ٥٣ ـ يعنى بالموحدين منكم من غيره ، وفيهم نزلت فى الفرقان (وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً ...) إلى آخر الآية (٥) ، ثم قال يعنيهم : (وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا) يعنى يصدقون بالقرآن أنه من الله (فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ) يقول مغفرة الله عليكم ، كان النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إذا رآهم بدأهم بالسلام ، وقال : الحمد لله الذي جعل فى أمتى من أمرت أن أصبر معهم وأسلم عليهم ، وقال : (كَتَبَ
__________________
(١) فى ل : سرات ، أ : سراة
(٢) فى أ : الفقراء ، ل : الغرباء
(٣) فى أ : الصلاة.
(٤) فى أ : «أهؤلاء الله من الله عليهم».
(٥) يشير إلى الآية ٢٠ من سورة الفرقان وتمامها : (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً).