(وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ) يعنى الدماء والأموال جميعا (عُدْواناً وَظُلْماً) يعنى اعتداء بغير حق وظلما لأخيه (فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً) ـ ٣٠ ـ يقول كان عذابه على الله هينا. ثم قال ـ سبحانه ـ : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ) من أول هذه السورة إلى هذه الآية (نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) يعنى ذنوب ما بين الحدين (وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) ـ ٣١ ـ يعنى حسنا وهي الجنة لما نزلت (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) قالت (١) النساء : لم هذا؟ نحن أحق أن يكون لنا سهمان ولهم سهم لأنّا ضعاف الكسب والرجال أقوى على التجارة والطلب والمعيشة منا ، فإذا لم يفعل الله ذلك بنا فإنا نرجو أن يكون الوزر على نحو ذلك علينا وعليهم فأنزل الله فى قولهم كنا نحن أحوج إلى سهمين ، قول ـ سبحانه ـ : (وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ) (٢) يقول فضل الرجال على النساء فى الميراث ، ونزل فى قولهن نرجو أن يكون الوزر على نحو ذلك (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ) يعنى حظا (مِمَّا اكْتَسَبُوا) من الإثم (وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ) يعنى حظا (مِمَّا اكْتَسَبْنَ) من الإثم (وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ) يعنى الرجال والنساء (إِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ) من قسمة الميراث (عَلِيماً) ـ ٣٢ ـ به (وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ) يعنى العصبة : بنى العم (٣) والقربى (مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ) كان الرجل يرغب فى الرجل فيحالفه ويعاقده على أن يكون معه وله من ميراثه كبعض ولده. فلما نزلت هذه الآية آية المواريث ولم يذكر أهل العقد فأنزل الله ـ عزوجل ـ (وَالَّذِينَ عَقَدَتْ) (٤) (أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) يقول أعطوهم
__________________
(١) فى أ ، ل : فلن.
(٢) بنى العم : ساقطة من أ ، ومثبتة فى ل.
(٣) ورد ذلك فى أسباب النزول للسيوطي : ٦١ ـ ٦٢.
وفى أسباب النزول للواحدي : ٨٥ ـ ٨٦.
(٤) فى أ : عاقدت.