يعنى معى (١) هارون (إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً) ٢ ـ يعنى إثما كبيرا بلغة الحبش ، وقد كان أهل الجاهلية يسمون الحوب الإثم. نزلت فى رجل من غطفان ، يقال له المنذر بن رفاعة ، كان معه مال كبير ليتيم وهو ابن أخيه ، فلما بلغ طلب ماله ، فمنعه فخاصمه إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فأمر ، أن يرد عليه ماله ، وقرأ عليه الآية. فلما سمعها قال : أطعنا الله وأطعنا الرسول ، ونعوذ بالله من الحوب الكبير. فدفع إليه ماله فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «هكذا من يطع ربه ـ عزوجل ـ ويوق شح نفسه فإنه يحل داره» يعنى جنته. فلما قبض الفتن ماله أنفقه فى سبيل الله [٧٠ أ] قال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «ثبت الأجر وبقي الوزر». فقالوا للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «قد عرفنا ثبت الأجر فكيف بقي الوزر ، وهو ينفق فى سبيل الله؟ فقال : الأجر للغلام والوزر على والده (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى) نزلت فى خميصة (٢) بن الشمردل وذلك أن الله ـ عزوجل ـ : أنزل (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً) يعنى بغير حق (إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) (٣) فخاف المؤمنون الحرج فعزلوا كل شيء لليتيم من طعام أو لبن أو خادم أو ركوب فلم يخالطوهم فى شيء منه فشق ذلك عليهم وعلى اليتامى فرخص الله ـ عزوجل ـ من أموالهم فى الخلطة (٤) ، فقال : (وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ) فنسخ من ذلك الخلطة (٥) فسألوا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عما ليس به بأس وتركوا أن يسألوه عما هو أعظم منه ، وذلك أنه كان يكون عند
__________________
(١) فى أ : مع ، ل : معى.
(٢) فى أ : حميضه ، ل خميصة.
(٣) سورة النساء : ١٠.
(٤) هكذا فى أ ، ل.
(٥) أى أن مخالطة اليتامى كان منهيا عنها ثم نسخ النهى عن الخلطة بقوله تعالى : (وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ) سورة البقرة : ٢٢٠.