أهله فى أرض الحرم فلا متعة عليه ولا صوم. ثم قال ـ عزوجل ـ : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ) يقول من أحرم بالحج فليحرم فى شوال أو فى ذى القعدة (١) أو فى عشر ذى الحجة فمن أحرم فى سوى هذه الأشهر فقد أخطأ السنة ، وليجعلها عمرة ، ثم قال : (فَمَنْ فَرَضَ) يقول فمن أحرم (فِيهِنَّ الْحَجَ) (٢) أى الحج (فَلا رَفَثَ) يعنى فلا جماع. كقوله ـ سبحانه ـ (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ) يعنى الجماع (إِلى نِسائِكُمْ) (٣) (وَلا فُسُوقَ) يعنى ولا سباب (وَلا جِدالَ فِي الْحَجِ) (٤) يعنى ولا مراء كقوله ـ سبحانه ـ : (ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ) (٥) يعنى ما يمارى حتى يغضب وهو محرم ، أو يغضب صاحبه وهو محرم ، فمن فعل ذلك فليطعم مسكينا ، وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أمر فى حجة الوداع فقال : من (٦) لم يكن معه هدى ، فليحل من إحرامه ، وليجعلها عمرة ، فقالوا للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : إنا أهللنا بالحج فذلك جدالهم للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ثم قال ـ عزوجل ـ : (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ) يعنى مما نهى [٣٢ أ] من ترك (٧) الرفث والفسوق والجدال (يَعْلَمْهُ اللهُ) فيجزيكم به ثم قال ـ عزوجل ـ : (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى) (٨) وذلك أن ناسا من أهل اليمن وغيرهم كانوا يحجون
__________________
(١) فى أ : وفى ذى القعدة ، فى ل : أو فى ذى القعدة.
(٢) فى أ : بالحج.
(٣) سورة البقرة : ١٨٧.
(٤) فى الحج : ساقطة من أ.
(٥) سورة غافر : ٤.
(٦) فى أ ، ل : فمن.
(٧) فى أ : ذلك.
(٨) أخرج الواحدي عن عكرمة عن ابن عباس قال : كان أهل اليمن يحجون ولا يزودون يقولون نحن المتوكلون فإذا قدموا مكة سألوا الناس. فأنزل الله ـ عزوجل ـ (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى) وقال عطاء بن أبى رباح : كان الرجل يخرج فيحمل كله على غيره فأنزل الله ـ تعالى ـ (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى) أسباب النزول للواحدي : ٣٢.
وذكر السيوطي فى لباب النقول ص (٣٠) روى البخاري وغيره عن ابن عباس قال : كان أهل