من العمل يعنى الدين يعنى إبراهيم وبنيه ويعقوب وبنيه ثم قال لليهود : (وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ) من الدين (وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ) [٢٣ أ] ـ ١٣٤ ـ أولئك (وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا) وذلك أن رءوس اليهود كعب ابن الأشرف ، وكعب بن أسيد ، وأبا ياسر بن أخطب ، ومالك بن الضيف ، وعازارا ، واشماويل ، وخميشا ، ونصارى نجران السيد والعاقب ، ومن معهما قالوا للمؤمنين : كونوا على ديننا فإنه ليس دين إلا ديننا فكذبهم الله ـ تعالى ـ فقال : (قُلْ بَلْ) الدين (مِلَّةَ إِبْراهِيمَ) يعنى الإسلام ثم قال : (حَنِيفاً) يعنى مخلصا (وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ـ ١٣٥ ـ يعنى من اليهود والنصارى ثم أمر الله ـ عزوجل ـ المؤمنين فقال : (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ) بأنه واحد لا شريك له (وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) يعنى قرآن محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ) وهم بنو يعقوب يوسف وإخوته فنزل على هؤلاء صحف إبراهيم. قال : (وَما أُوتِيَ مُوسى) يعنى التوراة (و) ما أوتى (عِيسى) يعنى الإنجيل : يقول ما أنزل على موسى وعيسى وصدقنا (وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ) وأوتى داود وسليمان الزبور (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ) فنؤمن ببعض النبيين ، ونكفر ببعض ، كفعل أهل الكتاب (وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) ـ ١٣٦ ـ يعنى مخلصون نظيرها فى آل عمران. يقول الله ـ سبحانه ـ : (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ) يقول فإن صدق (١) أهل الكتاب بالذي صدفتم به يا معشر المسلمين من الإيمان بجميع الأنبياء والكتب (٢) (فَقَدِ اهْتَدَوْا) من الضلالة
__________________
(١) فى أ : صدقوا.
(٢) فى أ ، ل : يا معشر جميع المسلمين بالإيمان من الأنبياء والكتب.