نفسه فقال : (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ابتدعهما ولم يكونا شيئا (وَإِذا قَضى أَمْراً) فى علمه أنه كائن (فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) ـ ١١٧ ـ لا يثنى (١) قوله كفعل المخلوقين وذلك أن الله ـ عزوجل ـ قضى أن يكون عيسى ـ عليهالسلام ـ فى بطن أمه من غير أب ، فقال له كن فكان. (وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) بتوحيد ربهم يعنى مشركي العرب للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (لَوْ لا) يعنون هلا (يُكَلِّمُنَا اللهُ) يخبرنا بأنك رسوله (أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ) كما كانت الأنبياء تأتيهم الآيات تجيء إلى قومهم يقول الله : (كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ) يقول هكذا قالت بنو إسرائيل من قبل مشركي العرب فقالوا فى سورة البقرة (٢) ، والنساء (٣) لموسى (أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً) وأتوا بالآيات وسمعوا الكلام فحرفوه فهل هؤلاء إلا مثل أولئك؟ فذلك قوله ـ سبحانه ـ : (تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ) ثم قال وإن كذب مشركو العرب بمحمد (قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ) أى فقد بينا الآيات فذلك قوله ـ سبحانه ـ فى العنكبوت : (بَلْ هُوَ آياتٌ) يعنى بيان أمر محمد آيات (بَيِّناتٌ) (٤) يعنى واضحات فى التوراة أنه أمى لا يقرأ الكتاب ولا يخط بيمينه (لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) ـ ١١٨ ـ يعنى مؤمنى أهل التوراة (إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِ) يقول لم نرسلك عبثا لغير شيء (بَشِيراً وَنَذِيراً) بشيرا بالجنة ونذيرا من النار (وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ
__________________
(١) فى أ : لابثن.
(٢) فى سورة البقرة : ٥٥ (وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ).
(٣) سورة النساء : ١٥٣ وتمامها (يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ وَآتَيْنا مُوسى سُلْطاناً مُبِيناً).
(٤) سورة العنكبوت : ٤٩ وتمامها (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا الظَّالِمُونَ).