إلهي ما أوحش طريقا لا يكون رفيقي فيه أملي فيك ، وأبعد سفرا لا يكون رجائي منه دليلي منك ، خاب من اعتصم بحبل غيرك ، وضعف ركن من استند إلى غير ركنك ، فيما معلّم مؤمّليه الأمل فيذهب عنهم كآبة الوجل ، لا تحرمني صالح العمل ، واكلأني كلاءة من فارقته الحيل ، فكيف يلحق مؤمّليك ذلّ الفقر وأنت الغنيّ عن مضارّ المذنبين؟
إلهي وإنّ كلّ حلاوة منقطعة ، وحلاوة الإيمان تزداد حلاوتها اتّصالا بك.
إلهي وإنّ قلبي قد بسط أمله فيك فأذقه من حلاوة بسطك إيّاه البلوغ لما أمّل ، إنّك على كلّ شيء قدير.
إلهي أسألك مسألة من يعرفك كنه معرفتك من كلّ خير ينبغي للمؤمن أن يسلكه ، وأعوذ بك من كلّ شرّ وفتنة أعذت منها أحبّاءك من خلقك ، إنّك على كلّ شيء قدير.
إلهي أسألك مسألة المسكين الّذي قد تحيّر في رجائه فلا يجد ملجأ ، ولا مسندا يصل به إليك ، ولا يستدلّ به عليك إلاّ بك ، وبأركانك ومقاماتك الّتي لا تعطيل لها منك ، فأسألك باسمك الّذي ظهرت به لخاصّة أوليائك فوحّدوك وعرفوك بحقيقتك أن تعرّفني نفسك لأقرّ لك بربوبيّتك على حقيقة الإيمان بك ، ولا تجعلني يا إلهي ممّن يعبد الاسم دون المعنى ، والحظني بلحظة من لحظاتك تنوّر بها قلبي بمعرفتك خاصّة ، ومعرفة أوليائك إنّك على كلّ شيء قدير (١).
__________________
(١) بحار الأنوار ٩١ : ٩٥. ربيع الأبرار ٢ : ٢٥٣.