ظلم الخفيّات ضالّة ، إنّما أمرك إذا أردت شيئا أن تقول له كن فيكون.
حكى هذا المقطع ما حضي به الإمام عليهالسلام من توفيق الله تعالى له ، ومنّه عليه بأن جعله في ولاية العصمة من الرجس والآثام وأنّه عليهالسلام عاجز عن أداء هذه الألطاف التي أسدها الله عليه ، ثمّ يقول :
اللهمّ لك الحمد مثل ما حمدت به نفسك وحمدك به الحامدون ، ومجّدك به الممجّدون ، وكبّرك به المكبّرون ، وعظّمك به المعظّمون حتّى يكون لك منّي وحدي في كلّ طرفة عين وأقلّ من ذلك مثل حمد جميع الحامدين ، وتوحيد أصناف الموحّدين ، وتقديس أحبّائك العارفين ، وثناء جميع المهلّلين ، ومثل ما أنت عارف به ، ومحمود به من جميع خلقك من الحيوان والجماد ، وأرغب إليك ، اللهمّ في شكر ما أنطقتني به من حمدك ، فما أيسر ما كلّفتني به من ذلك ، وأعظم ما وعدتني على شكرك ، ابتدأتني بالنّعم فضلا وطولا ، وأمرتني بالشّكر حقّا وعدلا ، ووعدتني عليه أضعافا ومزيدا ، وأعطيتني من رزقك اعتبارا وامتحانا ، وسألتني منه فرضا يسيرا صغيرا ، ووعدتني عليه أضعافا ومزيدا ، وإعطاء كثيرا ، وعافيتني من جهد البلاء ، ولم تسلمني للسّوء من بلائك ، ومنحتني العافية ، وأوليتني بالبسطة والرّخاء ، وضاعفت لي الفضل مع ما وعدتني به من المحلّة الشّريفة ، وبشّرتني به من الدّرجة العالية الرّفيعة المنيعة ، واصطفيتني بأعظم النّبيّين دعوة وأفضلهم شفاعة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وفي هذه البنود المشرقة من دعائه عليهالسلام الثناء على الله تعالى مثل ما أثنى تعالى على نفسه العظيمة ، وتمجيد له بمثل ما مجّده المخلصون والأخيار من عباده ، والشكر له على ما أولاه من النعم والألطاف التي لا تحصى ...