قوله : (وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا) : أي لمّا أشركوا وجحدوا رسلهم. (وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) (٥٩) : أي الوقت الذي جاءهم فيه العذاب. وقال مجاهد : (موعدا) : أجلا (١).
قوله : (وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ) : وهو يوشع بن نون ، وهو اليسع (لا أَبْرَحُ) : أي لا أزال أمضي قدما (حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ) : بحر فارس والروم حيث التقيا ، وهما محيطان بالخلق (٢).
وبعضهم يقول : الرسّ والكرّ ، وهما بالروميّة (٣). والعامّة على أنّهما بحر فارس والروم. وبحر الروم نحو المغرب ، وبحر فارس نحو المشرق.
(أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) (٦٠) : أي سبعين سنة في تفسير مجاهد. وبعضهم يقول : الحقب ثمانون سنة.
وذلك أنّ موسى عليهالسلام قام في بني إسرائيل مقاما فقال : ما بقي اليوم أحد أعطاه الله مثلما أعطاكم : أنجاكم من آل فرعون ، وقطع بكم البحر ، وأنزل عليكم التوراة. ورأى في نفسه حين فعل الله ذلك به وعلمه أنّه لم يبق أحد أعلم منه. فأوحى الله إليه : إنّ لي عبدا أعلم منك يقال له الخضر ، فاطلبه. فقال له موسى : ربّ كيف لي بلقائه. فأوحى الله إليه أن يجعل حوتا في متاعه ، ويمضي حتّى يبلغ مجمع البحرين ، بحر فارس والروم. وجعل العلم على لقائه أن يفتقد الحوت ، فإذا فقدت الحوت فاطلب صاحبك عند ذلك.
__________________
ـ ليوائل إلى موضعه ، يريدون : يذهب إلى موضعه وحرزه». وانظر اللسان : (وأل).
(١) اقرأ تحقيقا عزيزا في اللغة قلّما تظفر بمثله حول وزن مفعل ، ووجوه صرفه ، قدّمه لنا الفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ١٤٨ ـ ١٥٣.
(٢) كذا في ق وع ، وفي سع ١٩ و : «محيطان بالخلق» ، وفي ج ود : «مختلطان بالحلو». كذا ضبطت العبارة.
(٣) كذا في ق وع ود ، «وهما بالروميّة». وفي تفسير القرطبي ، ج ١١ ص ٩ : «وقال السّدّيّ الكر والرس بأرمينية». وهو أصحّ فقد قال ياقوت : الرس واد بأذربيجان. والكر والرس نهران وليسا بحرين. انظر اختلاف المفسّرين حول مجمع البحرين في تفسير القرطبيّ.