له فيها من يعمل بطاعته.
قوله : (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٣٦) : أي لا يموتون ولا يخرجون منها.
قوله : (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ) : أي لا أحد أظلم منه (أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ) : قال بعضهم : ما كتب لهم من أعمالهم التي عملوا. وقال بعضهم : ما كتب في أمّ الكتاب من أعمالهم التي هم لها عاملون. قال مجاهد : هذا شقيّ وهذا سعيد ينالهم ما كتب عليهم. وقال الكلبيّ : نصيبهم من الكتاب أي أنّ الله قضى أنّه من افترى عليه سوّد وجهه. قال : (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ) [الزمر : ٦٠].
قوله : (حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا) : أي الملائكة (يَتَوَفَّوْنَهُمْ) : قال الحسن : هذه وفاة إلى النار. (قالُوا أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) : يعني أوثانهم (قالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا) : في الدنيا (كافِرِينَ) (٣٧). (قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ) : أي مع أمم (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها) : كقوله : (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) [العنكبوت : ٢٥]. قوله (يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ) أي بولاية بعض.
(حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً) : أي إذا صاروا فيها جميعا (قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا) : كلّ أمّة تقوله أخراها لأولاها. (فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ قالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ) (٣٨) : ذكروا أنّ مجاهدا قال : لكلّ ضعف مضاعف لأولاهم ولأخراهم. [وقوله : (ولكن لّا تعلمون) أي أيّها المخاطبون ما لكلّ فريق منكم] (١).
__________________
(١) زيادة من ز ، ورقة ١٠٦.