قوله : (وَقالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْراهُمْ فَما كانَ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ) : أي في تخفيف العذاب. قال الله : (فَذُوقُوا الْعَذابَ) : أي : جميعا (بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) (٣٩) : أي تعملون.
قوله : (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ) : أي لأعمالهم ولأرواحهم إذا ماتوا.
[ذكر بعضهم قال] (١) إنّ المؤمن إذا مات صعد بروحه ملائكة ، فإذا بلغوا السماء الدنيا شيّعتهم منها ملائكة إلى السماء الثانية ، وكذلك كلّ سماء حتّى ينتهى به [إلى الله ، فيؤمر بالسجود ، فتسجد الملائكة قبله ، ثمّ يسجد] (٢) ، ويقوم الملائكة المقرّبون فيصلّون عليه كما تصلّون أنتم على موتاكم وأنتم هاهنا. ثمّ يقول : ردّوه فإنّي قضيت أنّي منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى. وأمّا الكافر فينتهي بروحه إلى السماء الدنيا فيقال : ردّوه إلى برهوت أسفل الثرى من الأرض السفلى (٣).
قوله : (وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ) : وهي تقرأ على وجه آخر : (حتّى يلج الجمّل في سمّ الخياط). ذكروا عن الحسن قال : هو الذي يقوم في المربد على أربع. ذكروا عن ابن مسعود أنّه قال : هو الجمل زوج الناقة. وقال مجاهد : هو حبل السفينة (٤).
__________________
(١) زيادة من ز ، ورقة ١٠٦.
(٢) زيادة من ز. وقد أورد ابن سلّام هذا الخبر بسند عن أبي موسى الأشعريّ بألفاظ مختلفة. وفي آخره : «قال ابن عبّاس : فيردّ إلى واد يقال له برهوت أسفل الثرى من الأرضين السبع ، من حديث يحيى بن محمّد» هكذا. فهل يفهم من هذا أنّ في تفسير يحيى بن سلّام زيادات من حفيده يحيى بن محمّد؟. انظر : تفسير ابن أبي زمنين ، ورقة ١٠٦.
(٣) برهوت : اسم لواد به بئر عميقة بحضر موت ، وهي من الأعاجيب. انظر تفاصيل أخبارها في معجم ياقوت ، ج ١ ص ٤٠٥. وقد ذكر الداوديّ في طبقات المفسّرين ، ج ٢ ص ٨٠٣ أنّ مجاهدا ذهب إلى حضرموت ليرى بئر برهوت.
(٤) قراءة الجمهور في لفظ الجمل هي التي بفتح الجيم والميم المخفّفة ، أمّا قراءتها بضمّ الجيم وتشديد الميم فهي ـ