ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : السلطان وليّ من لا وليّ له (١) ، ذكره عروة بن الزبير ، ورواه عن [عائشة عن] (٢) رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
ذكر الحسن وسعيد بن المسيب (٣) في المرأة يزوّجها غير وليّها قالا : ذلك إلى الوليّ ، إن شاء أجاز وإن شاء ردّ.
قوله : (وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) : أى : ما تراضوا عليه من المهر. (مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ) : أى ناكحات غير زانيات (وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ) : والمسافحة هي المجاهرة بالزنا ، وذات الخدن : التي لها خليل في السرّ. وقال مجاهد : هي الخليلة يتّخذها الرجل ، والمرأة تتّخذ الخليل ، ويقول : نكاح ليس بسفاح ، ولا خليل في السرّ. وقال الحسن : لا تحلّ المسافحة لمسلم أن يتزوّجها ولا ذات الخدن. وذكر بعضهم أنّ المسافحة البغيّ التي تؤاجر نفسها من عرض لها ، وذات الخدن ذات الخليل الواحد. والعامّة على التفسير الأوّل.
قوله : (فَإِذا أُحْصِنَّ) : أى : أحصنتهنّ البعولة (فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ) : يعني الزنا (فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ) : يعني الحرائر (مِنَ الْعَذابِ) : أى من الجلد ؛ تجلد خمسين جلدة إن لم يكن لها زوج. يقول : تجلد وإن كان لها زوج ؛ ليس عليها رجم ، ويلقى عنها من الثياب إذا جلدت ما يصل إليها العذاب. وكذلك المملوك أيضا يجلد خمسين ، كانت له امرأة حرّة أو مملوكة ، أو لم تكن له امرأة. وتوضع عنه ثيابه إذا جلد.
ولا تحصن المملوكة الحرّ ، ولا يحصن الحرّ المملوكة (٤). ولا تحصن اليهوديّة ولا النصرانيّة.
__________________
(١) ترجم البخاري في كتاب النكاح : باب السلطان وليّ بقول النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «زوّجناكها بما معك من القرآن» ، وروى قصّة الواهبة نفسها مختصرة عن سهل بن سعد. وروى أبو داود حديثا صحيحا عن عروة عن عائشة قالت : قال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «أيّما امرأة نكحت بغير إذن وليّها فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فإن دخل بها فلها المهر بما استحلّ من فرجها ، فإن اشتجروا فالسلطان وليّ من لا وليّ له». وفي رواية أخرى للحديث : «فإن لم يكن لها وليّ فالسلطان وليّ من لا وليّ له». انظر سنن أبي داود ، كتاب النكاح ، باب الوليّ ، (رقم ٢٠٨٣).
(٢) زيادة لا بدّ منها ، فإنّ عروة ليس صحابيّا ، وأكثر أحاديثه رواها عن خالته عائشة.
(٣) كذا في ع ، وفي د : «وسعيد بن جبير».
(٤) كذا في ع ود : «ولا يحصن الحرّ المملوكة». وهو خطأ. والصحيح أنّ الحرّ يحصن المملوكة ، وهي لا تحصنه ـ