يخطب الخطبة الأخيرة سبع تكبيرات.
قوله : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (١٨٦) : ذكر بعض المفسّرين قال : ذكر لنا أنّه لّما أنزل الله : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر : ٦٠] قال رجل : كيف ندعو يا رسول الله؟ قال الله : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ ...) إلى آخر الآية.
ذكر بعضهم أنّ موسى صلىاللهعليهوسلم وعلى جميع الأنبياء قال : يا ربّ ، أقريب أنت فأناجيك ، أم بعيد فأناديك؟ فأوحى الله إليه : أنا عند حسن ظنّ عبدي بي وأنا معه إذا دعاني.
قوله : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ) إلى قوله : (فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) : قد فسّرناه قبل هذا الموضع (١).
قوله : (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) : ذكروا عن عبد الله بن أبي أوفى أنّه قال : كنت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في شهر رمضان في سفر ، فغابت الشمس فقال : انزل فاجدح لنا ، فقلت : إن عليك النهار. فقال : انزل فاجدح لنا. قلت : لو أمسيت. قال : فانزل فاجدح لنا. فنزلت فجدحت له ، فشرب ، ثمّ قال : إذا جاء الليل من هاهنا ، وأومأ بيده إلى المشرق ، فقد أفطر الصائم (٢).
ذكر بعضهم قال : ثلاثة من فعل النبوّة : تعجيل الإفطار ، والتبليغ في السحور ، والأخذ باليمين على الشمال في الصلاة. وبلغنا عن أبي ذرّ مثل ذلك ، غير أنّه قال : وتأخير السحور.
قوله : (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ) : قال بعضهم : كان أحدهم
__________________
(١) انظر ما سلف ، تفسير الآية ١٨٣.
(٢) حديث متّفق عليه ، أخرجه البخاري في كتاب الصوم في أبواب منها ، باب الصوم في السفر والإفطار ، وأخرجه مسلم في كتاب الصيام ، باب بيان وقت انقضاء الصوم وخروج النهار. (١١٠١). وللحديث طريق آخر عن عاصم بن عمر بن الخطّاب عن أبيه ولفظه : «إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا وغابت الشمس فقد أفطر الصائم».
أمّا المراد بالجدح هنا فهو خلط السويق بالماء ثمّ تحريكه حتّى يستوي ؛ ولذلك عبّر الراوي بعد ذلك فقال : فشرب.