اذ الرسل يلقاهم الملائكة قبلا ويشافههم عن الله بالوحى والرسالة وما يحتاجون إليه ، والائمة لا تتلقّاهم الملائكة عن الله فيوحى شفاها ، واعتلّوا في سن الامام والرسل والأنبياء بيحيى بن زكريّا وانّ الله آتاه الحكم صبيا ، وباسباب عيسى بن مريم ، وبحكم الصبي وشهادته بين يوسف بن يعقوب والعزيز وبامرأته (١) وبعلم سليمان بن داود حكما من غير تعليم أبيه له. وغيره من الناس وغيرهم من حجج الله ممّن كان غير بالغ عند الناس ، فنسبهم ولهم الحجّة وهم غير بالغين. [b ٥٨ F]
١٩٣ ـ وولد محمّد بن على بن موسى للنصف من شهر رمضان سنة خمس وسبعين ومائة (٢) ، وأشخصه المعتصم في خلافته إلى بغداد فقدمها لليلتين بقيتا من المحرّم سنة عشرين ومائتين ، وتوفّى بها في هذه السنة في آخر ذى القعدة ، ودفن في مقبرة قريش عند قبر جدّه موسى بن جعفر ، وهو يومئذ ابن خمس وعشرين سنة وثلاثة أشهر وخمسة عشر يوما (٣). وأمّه أمّ ولد يقال لها الخيزران وكان اسمها قبل ذلك ذر (٤) فسمّاها الرضا الخيزران ، وكانت إمامته سبعة عشر (٥) سنة وتسعة اشهر.
١٩٤ ـ فنزل أصحاب محمّد بن على الّذين ثبتوا على إمامته إلى القول بامامة ابنه ووصيّه على بن محمّد فلم يزالوا على ذلك إلّا نفر منهم يسير عدلوا عنه إلى القول بامامة أخيه موسى بن محمّد ، ثمّ لم يثبتوا على ذلك قليلا حتّى رجعوا إلى إمامة على بن محمّد ورفضوا إمامة موسى ، لانّ موسى كذبهم [a ٦٨ F] وتبرأ منهم ومن ادّعى إمامة لنفسه ، فلم يزالوا كذلك حتّى توفّى على بن محمّد ، وتوفّى بسرّ من رأى وكان المتوكّل أشخصه من المدينة مع يحيى بن هرثمة بن اعين يوم الاثنين لثلث
__________________
(١) يوسف بن يعقوب وامرأة الملك (النوبختى ص ٩٠).
(٢) خمس وتسعين ومائه (النوبختى ص ٩١).
(٣) ابن خمس وعشرين سنة وشهرين وعشرين يوما (النوبختى ص ٩١).
(٤) درة (النوبختى ص ٩١) يقال لها سبيكة نوبية (اصول الكافى ج ١ ص ٤٢٩).
(٥) سبع عشرة سنة (النوبختى ص ٩١).