خلون من رجب سنة أربع وخمسين ومائتين (١) وكان قدومه سر من رأى (٢) يوم الثلثاء لسبع ليال بقين من شهر رمضان سنة ثلث وثلثين ومائتين وكان مولده يوم الثلثاء لثلث عشرة ليلة مضت من رجب. وقال بعضهم لثمان ليال بقين من رجب يوم الخميس وهو أصحّ الأخبار ، سنة أربع عشرة ومائتين ، ودفن في داره وكان مقامه بسرّ من رأى ، إلى انّ توفّى ، عشرين سنة وتسعة اشهر وعشرة أيام ، وكانت إمامته ثلاثا وثلاثين سنة وتسعة أشهر.
وحدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين انّه ولد يوم السبت لأربع عشرة ليلة بقيت من ذى الحجّة سنة اثنتى وعشرين ومائتين ، ومضى أبوه وهو ابن ثمان سنين وأحد عشر يوما ، وانّه أخذ هو المولد من محمّد بن إبراهيم بن [b٦٨ F] محمّد بن أيّوب المكي وكان خيّرا فاضلا مستقيما وكان صاحب بريد الحجاز ، وانّه قرأ كتابا إلى المأمون فخبره بذلك وبهذا التاريخ وانّه كان حاضرا بالمدينة يوم ولد علي بن محمّد ، وأمّه أمّ ولد يقال لها سمانة.
١٩٥ ـ وقد شذّت فرقة من القائلين بامامة على بن محمّد في حياته فقالت بنبوّة رجل يقال له محمّد بن نصير النميرى كان يدّعى انّه نبيّ رسول ، وانّ علي بن محمّد العسكرى أرسله وكان يقول بالتناسخ ، ويغلو في أبي الحسن ويقول فيه بالربوبيّة ويقول بالإباحة للمحارم ويحلل نكاح الرجال بعضهم بعضا في أدبارهم ، ويزعم انّ ذلك من التواضع والاخبات والتذلل في المفعول به ، وانّه من الفاعل والمفعول به احدى الشهوات والطيّبات ، وانّ الله لم يحرّم شيئا من ذلك ، وكان محمّد بن محمّد بن الحسن بن فرات (٣) يقوى أسبابه ويعضده (٤). أخبرنى بذلك عن [a٧٨ F] محمّد بن نصير أبو زكريّا يحيى بن عبد الرحمن [بن خاقان انه] (٥) رآه عيانا وغلام له على
__________________
(١) وهو يوم توفى ابن أربعين سنة (النوبختي ص ٩٢).
(٢) إلى سر من رأى (النوبختى ص ٩٢).
(٣) محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات (النوبختى ص ٩٤).
(٤) راجع الكشى ص ٣٢٣.
(٥) كان بياض فى الاصل اضفناه من كتاب الغيبة للشيخ الطوسى ص ٢٥٩.