وانّ موسى بن جعفر هو الله كان ظاهرا بين الخلق يراه الخلق جميعا ، يتراءى لاهل النور بالنور ، ولاهل الكدورة بالكدورة ، بمثل خلقهم بالانسانيّة والبشرية ، واللحمانية ، ثم حجب الخلق جميعا عن ادراكه وهو قائم بينهم كما كان (١) غير انهم محجوبون عنه وعن اداركه كالّذي كانوا يدركونه ، وأنكروا إمامة أبي الحسن الرضا [a ١٥ F] وكذّبوا دعوته في الامامة ، ووقف محمّد بن بشير ومن تابعه على رؤية موسى بن جعفر ، وادعى انّه غير محجوب عن رؤيته ، وانّه يراه في كلّ وقت ويشافهه بالأمر والنّهي ، وانّه يراه كلّ من شاء محمّد بن بشير ، وادّعى في نفسه النبوّة واتى بشعبذة كان يستعملها ، ومخاريق احسنها ، فمالت بذلك إليه طائفة وصدّقوه وقالوا بنبوّته ، وكان يدخل أصحابه البيت ويقول لهم أريكم صاحبكم فقيم لها شخصا على صورة ابي الحسن لا ينكرون منه شيئا (٢) ، حتّى أضلّ خلقا كثيرا ، واقدموا على أبي الحسن الرضا في نفسه وكذلك كلّ من انتسب إلى انّه من آل محمّد.
١٢٤ ـ ووافقوا المخمّسة والعلبائية (٣) في الاباحات وتعطيل الفرائض والسنن فلم يكن بينهم فرق أكثر من انّهم أنكروا أبا الحسن الرضا وانكروا نبوّة أبي ـ الخطّاب وغيره ممّن ادّعى النبوّة من الغلاة [b ١٥ F].
١٢٥ ـ وصنف منهم قالوا بالحلول ، وزعموا انّ كلّ من انتسب الى انه من آل أحمد (٤) برّا كان أو فاجرا فالله حالّ فيه ، وهم جميعا مساكنه لأنّهم الحجب وأبطلوا ولاداتهم ، وزعموا انّ ذلك تلبيس وان محمّدا وعليّا لم يلدا ولم يولدا.
١٢٦ ـ وقالت الخطابية بتحليل المحارم وتأولوا في ذلك : يريد الله ليخفّف عنكم (٥) ، فقالوا خفف عنّا بأبي الخطّاب وأبا حوا الامّهات ، والبنات ، والاخوات
__________________
(١) وهو قائم فيهم موجود كما كان (الكشى)
(٢) وكان عنده صورة قد عملها واقامها شخصا كانه صورة أبى الحسن من ثياب حرير وقد طلاها بالادوية وعالجها بحيل عملها فيها حتى صارت شبيه صورة انسان وكان يطويها فاذا أراد الشعبذة نفخ فيها فاقامها فيريهم من طريق الشعبذة انه يكلمه ويناجيه (الكشى ص ٢٩٩)
(٣) وفى الكشى ص ٢٩٨ : المجسمة والعلياوية.
(٤) كذا فى الاصل ولعله : كل من انتسب الى آل محمد.
(٥) القرآن ٤ : ٢٧.