أقام شخصا واحدا
كاملا لا زيادة فيه ولا نقصان ، ففوض إليه التدبير والخلق ، فهو محمّد وعلي وفاطمة
والحسن والحسين وسائر الائمّة ، ومعناهم واحد والعدد يلبس وابطلوا الولادات ،
واسقطوا عن أنفسهم طلب الواحد الازلى الّذي أقام هذا الواحد الكامل ، الّذي فوّض
إليه وهو محمّد ، وانّه الّذي خلق السموات والأرضين ، والجبال والانس والجن
والعالم بما فيه.
وزعموا انّه لا
يجب عليهم معرفة القديم الازليّ وإنّما كلّفوا معرفة محمّد وانّه الخالق المفوض
إليه ، خلق الخلق وانّ هذه الاسماء الّتي يسمّى الله بها ، ويسمّى به في كتابه
اسماء المخلوقين المفوّض إليهم فان القديم الازليّ خلقهم ولم يخلق شيئا غيرهم ،
فهذه الاسماء ساقطة عن القديم مثل الله الواحد الصمد [a ٩٤
F] القاهر الخالق البارئ الحيّ الدائم.
١١٩ ـ وصنف منهم أقاموا الصلاة وشرائع الدين مقام التأديب ، وألزموا
ذلك أنفسهم فى الخلأ والملأ وجعلوا عبادتهم لمحمّد وعلى ، وان جميع ما فعلوه من
ذلك فمنزلته منزلة اللباس سترا عليهم ، يستترون به من الأعداء.
١٢٠ ـ وصنف منهم زعموا ان ذلك انّما يجب على المقصّرة إذ لم يقرّوا
بأن محمّدا هو الخالق البارئ المنشئ المفوّض إليه خلق الخلق ، فلمّا أبوا ذلك
الزموا الاعمال وهي الاغلال والآصار ، والزموا ذلك عقوبة وتأوّلوا قول الله : فان لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فذلّلوا بالركوع والسجود والخضوع للجدران.
١٢١ ـ وفرقة من الغلاة لعنهم الله اظهروا دعوة التشيّع واستبطنوا
المجوسية فزعموا : ان سلمان رحمة الله [b٩٤
F] عليه هو الرب ، وان محمّدا داع إليه
، وان سلمان لم يزل يظهر نفسه لاهل كل دين ، وذهبوا في جميع الأشياء مذهب المجوس
من شقّ طرفى الثوب ، وشدّ الزنانير ، وزعمت ان رسول الله حيث كان يشدّ حجر المجاعة
على
__________________