من خلوص خلقه (١) ، وان الناس ممزوجون من نور وظلمة ، واستحلّت جميع ما حرّم الله ، وقالوا لم يحرّم الله علينا شيئا تطيب به أنفسنا وتقوى [a٥٣ F] به اجسادنا على قول المجوس في نكاح الامهات والبنات ، وانما نحن بستان الله امرنا ان لا ننسى بستانه ، أبطلوا المواريث والطلاق والصلاة والصيام والحج ، وزعموا ان هذه اسماء رجال.
٩٦ ـ فلمّا قتل افترق أصحابه فرقتين ، فقالت طائفة : الامام بعده الحسين بن أبي منصور ، وقالت الاخرى انّما كان ابو منصور مستودعا صاحب الاسباط ، ولكن الامامة في محمّد بن عبد الله بن حسن ، وليس له ان يتكلّم ، لانه الامام الصامت حتّى يقوم الامام الناطق.
٩٧ ـ فهذه كلها من صنوف الغلاة (٢) غير انّهم مختلفون في مذاهبهم من التناسخ فان اصحاب عبد الله بن معاوية يزعمون انهم يتعارفون في انتقالهم في كل جسد صاروا فيه على ما كانوا عليه ، مع نوح صلىاللهعليهوآله في السفينة ، ومع الأنبياء في ازمانهم (٣) ومع النبيّ صلّى الله عليه في عصره وزمانه [b ٥٣ F] ويسمّون انفسهم باسماء اصحاب النبي ، يزعمون أن ارواحهم فيهم يتأوّلون في ذلك قول على بن ابى طالب (٤) «ان الارواح جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» فنحن نتعارف كما قال (٥) صلىاللهعليهوآله.
٩٨ ـ وقال بعضهم بالتناسخ وبنقل الارواح مدة ووقتا وهو ان كل دور في الابدان الانسيّة الحية فهو عشرة آلاف سنّة ، ثم تحول في غير هذه الابدان الانسية وذلك للمؤمنين خاصة ، فتحول في الدواب الفره مثل الافراس العتاق والشهارى والنجائب
__________________
(١) كذا في الاصل ولعل : خلق من خلقه.
(٢) فهؤلاء صنوف الغالية (النوبختى ص ٣٩).
(٣) ومع كل نبى في عصره وزمانه (خ ـ ل).
(٤) وقد روى أيضا عن النبي (ص النوبختى ص ٣٩.)
(٥) كما قال على عليهالسلام وكما روى عن النبي (النوبختى ص ٣٩).