اموره ، وجعله وصيّه من بعده ، ثم ترقّى به الامر إلى أن قال كان عليّ بن أبي طالب نبيا رسولا ، وكذلك الحسن [a٤٣ F] والحسين ، وعليّ بن الحسين ، ومحمّد بن على ، وأنا بعدهم نبي رسول ، والنبوة والرسالة في ستة من ولدي يكون بعدى (١) آخرهم المهدى القائم ، وكان خنّاقا يأمر اصحابه بخنق من خالفهم ، وقتلهم بالاغتيال ، وجعل لهم خمس ما يأخذون من الغنيمة ، ويقول من خالفكم كافر (٢) مشرك فاقتلوه ، فان الله يقول : اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم (٣) ، وهذا جهاد خفيّ ، وزعم ان جبرئيل يأتيه بالوحى من عند الله وان الله بعث محمّدا بالتنزيل ، وبعثه يعنى نفسه بالتأويل ، وان منزلته من رسول الله منزلة يوشع بن نون من موسى بن عمران ، وانه الّذي يقيم الامر بعده ، فطلبه خالد بن عبد الله (٤) القسرى ، فأعياه ثم ظفر به يوسف بن عمر الثقفي ، وصلبه ، ثم ظفر عمر الخناق بابنه الحسين بن أبي منصور ، وقد تنبأ وادعى مرتبة ابيه وجبيت. [b٤٣ F] إليه الاموال ، وتابعه على رأيه ومذهبه بشر كثير ، وقالوا بنبوته ، فبعث به إلى المهدى محمّد بن أبي جعفر المنصور وقتله المهدى وصلبه بعد ان اقرّ بذلك ، واخذ منه مالا عظيما ، وطلب أصحابه طلبا شديدا ، فظفر (٥) بجماعة منهم فقتلهم وصلبهم.
٩٥ ـ وزعمت المنصورية ان آل محمّد هم السماء ، والشيعة هم الأرض وزعموا ان قول الله : وان يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم (٦) ، انّه انّما يريد الّذين لا يؤمنون بالعيان من المغيرية ، وزعموا ان الكسف الساقط هو أبو منصور. وزعمت المنصورية ان اوّل خلق خلقه الله عيسى ، ثمّ عليّ بن أبي طالب ، فهما أفضل
__________________
(١) كذا ، يكونون بعدى انبياء (النوبختى ص ٣٨).
(٢) فهو كافر (النوبختى ص ٣٨).
(٣) القرآن (٩ : ٦).
(٤) خالد بن عبد الله (النوبختى وهذا هو الصحيح ص ٣٩).
(٥) وظفر (النوبختى ص ٣٩).
(٦) القرآن (٥٢ : ٤٤).