وغيرها مما يكون لمواكب الملوك والخلفاء على قدر اديانهم وطاعتهم لانبيائهم وأئمّتهم فيحسن إليها في علوفاتها وامساكها وتحليتها (١) بالديباج والوشى وغير ذلك من الجلال والبراقع النظيفة المرتفعة والسروج والمراكب المحلّاة بالذهب والفضّة وكذلك ما كان [a ٦٣ F] منها لاوساط الناس والعوام ، فانّما ذلك على ايمانهم ومعرفتهم بمن افترضت عليهم طاعته وولايته ، فيمكث في ذلك الانتقال الف سنة (٢) وانما يفعل الله ذلك بهم امتحانا لهم لكى لا يدخلهم العجب فيزول (٣) بذلك عنهم طاعتهم ومعرفتهم.
واما الكفار والمشركون والمنافقون والعصاة والمعذّبون لانبيائهم وائمّتهم فينتقلون في الاجسام والابدان المشوّهة الموحشة الممسوخة القبيحة عشرة آلاف سنة ما بين الفيل والجمل وما هو اكثر منهما الى البقّة الصغيرة ينتقلون في هذه المدة من حال الى حال ، من حال الفيل والجمل الى حال البقّة ، وتأوّلوا في ذلك قول الله عزوجل : لا يدخلون الجنّة حتى يلج الجمل في سمّ الخياط (٤) فقالوا نحن نعلم (٥) ان الجمل و [ما] هو في خلق الجمل وما كان مثله من الخلق لا يقدر ولا يمكن ان يلج الجمل في سمّ الخياط (٦) [b٦٣ F] وقول الله تبارك وتعالى لا يكذّب ولا تبديل له ولا بد من أن يكون ولا يكون أن يدخل الفيل والجمل وما اشبههما في سمّ الخياط إلّا بنقصان (٧) خلقه وتغييره ونسخه من حالة إلى حالة وتصغيره في كلّ دور حتّى يرجع كل واحد منهما إلى حدّ البقّة الصغيرة فيدخل حينئذ في سمّ الخياط فاذا
__________________
(١) وتجليتها (النوبختى ٤).
(٢) ثم تحول إلى الابدان الإنسية عشرة آلاف سنة (النوبختى ص ٤٠).
(٣) فتزول (النوبختى ص ٤٠).
(٤) القرآن ٧ : ٣٩.
(٥) ما هو في خلق الجمل (النوبختى ص ٤٠).
(٦) ان يلج في سم الخياط (النوبختى ص ٤٠).
(٧) ولا يتهيأ الا بنقصان (النوبختى ص ٤٠).