جعل الله روحه بعد وفاته وخراب قالبه وهدم مسكنه في بدن (١) صالح ، فأكرمه ونعّمه ، ومن كان منهم كافرا عاصيا نقل روحه إلى بدن خبيث مشوّه يعذّبه فيه في الدنيا (٢) واهانه وجعله (٣) في اقبح صورة ، ورزقه انتن رزق واقذره ، وتأوّلوا في ذلك قول الله (فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ) (٤) ، فكذب الله [b٣٣ F] هؤلاء وردّ عليهم قولهم لمعصيتهم إيّاه فقال : (كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) (٥) وهو النبيّ صلىاللهعليهوآله (ولا تحاضّون على طعام المسكين) (٦) وهو الامام الوصى (وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلاً لَمًّا) (٧) لا تخرجون حق الامام مما رزقكم واجرى لكم.
٩٤ ـ ومنهم فرقة تسمّى المنصوريّة أصحاب أبي منصور ، وكان رجلا من أهل الكوفة من عبد القيس ، وكان له فيها دار وكان منشأه بالبادية وكان اميّا لا يقرأ ، وهو الّذي ادعى انّ الله عرّج به إليه ، وأدناه منه ، وكلّمه ، ومسح يده ، على رأسه وقال له بالفرسية (٨) يا پسر ، أي يا بني (٩) وذكر انه نبي رسول ، وان الله اتّخذه خليلا ، كما اتّخذ إبراهيم خليلا ، وادعى بعد وفاة محمّد بن علي بن الحسين : انّه فوّض إليه
__________________
(١) الى بدن (النوبختى ص ٣٧).
(٢) بالدنيا (النوبختى ص ٣٧).
(٣) وجعل قالبه (النوبختى ص ٣٧).
(٤) القرآن ٨٩ : ١٥ ـ ١٦.
(٥) القرآن (٨٩ : ١٨).
(٦) القرآن (٨٩ : ١٩).
(٧) القرآن (٨٩ : ١٩).
(٨) ومسح على راسه وقال له بالفارسية يا پسر (الكشى ص ١٩٦) ، وقال له بالسريانى (النوبختى ص ٣٨) كلمه بالسريانية (خ ـ ل).
(٩) ثم قال له اى بنى (خ ـ ل).