جعل الله روحه بعد
وفاته وخراب قالبه وهدم مسكنه في بدن صالح ، فأكرمه ونعّمه ، ومن كان منهم كافرا عاصيا نقل روحه
إلى بدن خبيث مشوّه يعذّبه فيه في الدنيا واهانه وجعله في اقبح صورة ، ورزقه انتن رزق واقذره ، وتأوّلوا في ذلك
قول الله (فَأَمَّا الْإِنْسانُ
إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ
وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي
أَهانَنِ) ، فكذب الله [b٣٣ F] هؤلاء وردّ عليهم قولهم لمعصيتهم
إيّاه فقال : (كَلَّا بَلْ لا
تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) وهو النبيّ صلىاللهعليهوآله (ولا تحاضّون على طعام
المسكين) وهو الامام الوصى (وَتَأْكُلُونَ
التُّراثَ أَكْلاً لَمًّا) لا تخرجون حق الامام مما رزقكم واجرى لكم.
٩٤ ـ ومنهم فرقة
تسمّى المنصوريّة أصحاب أبي منصور ، وكان رجلا من أهل الكوفة من عبد القيس ، وكان
له فيها دار وكان منشأه بالبادية وكان اميّا لا يقرأ ، وهو الّذي ادعى انّ الله
عرّج به إليه ، وأدناه منه ، وكلّمه ، ومسح يده ، على رأسه وقال له بالفرسية يا پسر ، أي يا بني وذكر انه نبي رسول ، وان الله اتّخذه خليلا ، كما اتّخذ
إبراهيم خليلا ، وادعى بعد وفاة محمّد بن علي بن الحسين : انّه فوّض إليه
__________________