الارواح والدور والكور في هذه الدار وابطال القيامة والبعث والحساب والجنة والنار ، وزعموا ان لا دار إلّا الدنيا ، وان القيامة انما هى خروج الروح من بدن ودخوله في بدن آخر (١) ان خيرا فخير ، وان شرا فشر ، مسرورون في هذه الابدان او معذبون فيها من كان منها معذبا فالابدان هى الجنات. [b٢٣ F] وهى النيران منقولون في الاجسام الانسية المنعمة في حياتهم ، ومنقولون في الردية (٢) المشوّهة من كلاب ، وقردة ، وخنازير ، وحيات ، وعقارب ، وخنافس ، وجعلان ، وغير ذلك من الدواب والانعام على قدر اعمالهم : محولون من بدن الى بدن معذبون فيها هكذا (٣) فهى جهنمهم ونارهم ، وذلك على ما يكون منهم من عظيم الذنوب وكبائرها في انكارهم لأئمتهم ومعصيتهم لهم ، انما يسقط الابدان ويخرب ، اذا هى مساكنهم فتتلاشى الابدان وتفنى وترجع الروح في قالب اخر منعّم او معذب ، وهذا معنى الرجعة عندهم ، وانّما الابدان قوالب ومساكن بمنزلة الثياب التى يلبسها الناس فتبلى وتتمزق وتطرح ويلبس غيرها وبمنزلة البيوت يعمرها الناس فاذا تركوا وعمروا غيرها خربت والثواب والعقاب على الارواح دون [a٣٣ F] الابدان وتأولوا في ذلك قول الله. (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) (٤)» وقوله : ما من دابّة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلّا امم أمثالكم (٥)» وقوله (وإن من امة الا خلافيها نذير) (٦) فجميع الطير والدوابّ والسباع كانوا امما اناسا خلت فيهم نذر من الله ، واتّخذ عليهم بهم الحجّة ، من كان (٧) منهم صالحا مقرّا بما يدعوه من مذاهبهم
__________________
(١) غيره (النوبختى ص ٣٦).
(٢) في الاجسام الردية (النوبختى ص ٣٦).
(٣) هكذا ابدا لأبد فهى (النوبختى ص ٣٦).
(٤) القرآن ٨٢ : ٨.
(٥) القرآن ٦ : ٣٨.
(٦) القرآن ٣٥ : ٢٤.
(٧) فمن كان (النوبختى ص ٣٧) :