وزعموا ان الدنيا لا تفنى ابدا واستحلّوا الزنا وإتيان الرجال في ادبارهم.
٨٧ ـ فلما قتل ابو مسلم عبد الله بن معاوية في حبسه (١) افترق اصحابه فرقا (٢) :
ففرقة منهم ثبتت على إمامة ابن الحرب والقول بالغلوّ (٣) والتناسخ والأظلة والدور وادّعوا ان هذه المقالات كان يرويها جابر بن عبد الله الانصارى وجابر بن يزيد الجعفي وان مذهبهما كان هذا ، وابطلوا جميع الفرائض والشرائع والسنن (٤).
٨٨ ـ وفرقة قالت انه مات واوصى الى المغيرة بن سعيد الكوفي ، فقالوا بامامته ثم قالوا بنبوته.
٨٩ ـ وفرقة [a ١٣ F] منهم قالت بامامة محمّد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن ابى طالب ، الى ان قتله عيسى بن موسى بن [محمّد بن] على بن عبد الله بن العباس ، فلما قتل قال بعض اصحابه انه لم يقتل ولم يمت ولا يموت حتى يملأ الارض عدلا ، وزعموا ان الّذي خرج بالمدينة وقتل انه كان شيطانا تمثّل في صورة محمّد بن عبد الله ، واعتلّوا في القول بامامته بان أبا جعفر محمّد بن الحسين دلّهم عليه وبشّرهم به في علامات وروايات ذكروها : ان القائم الامام يواطئ اسمه اسم النبي واسم ابيه اسم ابى النبي ، وانه لا امام حتى يخرج فانه المهدى ، ولكنه قد استخلف ابنه حتى يخرج ، وكذّبوا المغيرة بن سعيد واصحابه.
٩٠ ـ وقالت الفرقة التى ادّعت إمامة المغيرة بن سعيد : انّ عبد الله بن معاوية
__________________
(١) في جيشه (خ ـ ل)
(٢) افترقت فرقته بعده ثلاث فرق ، وقد كان مال الى عبد الله بن معاوية شذاذ صنوف الشيعة برجل من اصحابه يقال له عبد الله بن الحارث وكان زنديقا من اهل المدائن فابرز لاصحاب عبد الله فادخلهم في الغلو والقول بالتناسخ والأظلة والدور واسند ذلك الى جابر بن عبد الله الانصارى (النوبختى)
(٣) فاخرج من شيعة عبد الله جمعا الى الغلو (خ ـ ل)
(٤) فخدعهم بذلك حتى ردهم عن جميع الفرائض والشرائع والسنن وادعى ان هذا مذهب جابر بن عبد الله وجابر بن يزيد رحمهماالله ، فانهما قد كانا من ذلك بريئين. (النوبختى ص ٣٥)