٨٤ ـ وزعمت فرقة منهم انهم لم ذلك من هذه الآية ولكنهم زعموا ان للفرض حد او الامتحان نهاية إذا بلغها العبد سقطت عنه المحنة وذلك ان العبد إذا صلح وطهر وخلص وفارق الادناس ولم يأخذ الامور على الاهواء لم يجز امتحانه ولم يحسن في الحكمة اختباره ، كما ان امتحان الذهب الابريز المصفّى بالخل والنار خطأ ، فكذلك امتحان الطاهر النظيف الخالص يكون خطأ ، وإنّما يجوز أن يكون العبد ممتحنا ما دام عند ربّه ملطخا ممزجا فلذلك يختبر ويفتش فاما اذا نقى وهذب فكلّ حرام على غيره حلال له وهذا قول [a٠٣ F] قد قال به نساك البصريين مثل همام وحرب النجار وعبد السلام السرّوطي ، وقد كان حيّا (١) أبو الاسود قد قال به زمانا فلمّا رجع من سنجان (٢) إلى البصرة تركه.
٨٥ ـ ولقولهم بهذه المذاهب حديث يطول به الكتاب ، ولهم في ذلك اعلال كثير ، وقد قالوا في عبد الله بن معاوية وما ادّعاه من تناسخ الارواح غير ذلك اشعارا كثيرة قال بعض اصحابه :
يرى الله منك تلاقى العيون |
|
وعار ببدنك (٣) لم يخلق |
يعنى ان ما لاقاه المبصر منك مخلوق والروح التى فيك غير مخلوقة. وقال :
وان شئت انطقت صمّ الجبال |
|
بعزّ وان شئت لم تنطق |
في اشعار لهم ـ كثيرة.
٨٦ ـ واصحاب عبد الله بن معاوية يتسمّون المعاويّة ويزعمون ان الارواح تتناسخ فان روح الله جل وعزّ عن ذلك كانت [b٠٣ F] في آدم على مقالة فرقة من النصارى ، وزعمت ان الأنبياء كلها الهة ينتقل الروح من واحد الى واحد ، حتى صارت في محمّد صلىاللهعليهوآله ، ثم في على ثم في محمّد بن الحنفية ، ثم في ابنه ابى هاشم ، ثم فيه
__________________
(١) كذا فى الاصل ، لعلها كانت حكى
(٢) كذا فى الاصل ولعلها «سنجار» بالكسر ثم السكون مدينة مشهوره من نواحى الجزيرة فى لحف جبل بينها وبين الموصل ثلاثة ايام (مراصد الاطلاع)
(٣) ـ ن ـ ل : بيدلك