يخرج من البلد الامين ويملكها في عدد اهل بدر فيقتل الجبابرة ويهدم دمشق معه رايات سود ورجال كالاسود ، فاذا خرج من الغار تقدّمه الاسد وتأخره النمران فيجعل الّذين كانوا حراسه في الغار من الملائكة على ميمنته ويجعل شيعته الّذين معه وملائكة اهل بدر على ميسرته ، ثم يصعد إلى السماء ويرقى في الهواء فيسلّ سيفا دون عين الشمس فيطمسها ويكورها وهو قول الله : اذا الشمس كورت (١) وهو سيف من شق صاعقة ولم يكن على ظهر الارض سيف من صاعقة غيره وبه ضرب الناس المثل وقد سخر له فيه ما سخر لموسى عليهالسلام في عصاه فيهزّه دون قرن الشمس يراه جميع اهل الارض واهل السماء الا ابليس ثم [b١٢ F] ينزل إلى الارض فيملكها ، كما ملك سليمان ابن داود وذو القرنين في العدل ، فيخصب الناس حتى يتركوا البيع والادخار ، وآية خروجه كثرة الانداء وسقوط العواصف ويرى قبل ذاك العصفور والحية في جحر واحد وعش واحد ، فاذا ملك هدم مدينة دمشق حجرا حجرا ، ثم يعود في عمق الارض حتى اذا بلغ الماء الاسود والجوّ الازرق صاح به صائح بسمع الثقلين قد شفيت واشتفيت ، فيمسك عند ذلك ، ويعود إلى البلد الامين ، وقد اخصبت الارض وانصف الظالم من نفسه وانتصف المظلوم ، وكانوا يزعمون ان مكثه في الغار ستون سنة فقط ، فلما مضت الستون ولم يروا اشياء كان مفزعهم إلى تاويل اقبح من دعواهم فقال شاعرهم في ذلك : (٢)
لحانا الناس فيك وفنّدونا |
|
وبادونا العداوة [a٢٢ F] والخصاما |
فقالوا والمقال لهم عريض |
|
أترجون امرأ لقى الحماما |
وظل مجاورا والناس اكل |
|
لريب الدهر اصداء وهاما |
فاعييناهم إلّا امتساكا |
|
بحبلك يا ابن خولة واعتصاما |
__________________
(١) القرآن ٨١ : ١
(٢) وردت ابيات من هذه القصيدة فى الاغانى ج ٨ ص ٣٢ وفى عيون الاخبار لابن قتيبة (طبعة دار الكتب المصرية) ج ٢ ص ١٤٤ وفى المنتظم لابن الجوزى عند ذكره من توفى فى سنة ١٧٩ وفى تذكرة خواص الامة فى معرفة الائمة لسبط ابن الجوزى طبعة النجف ص ٣٠٣ وفى بحار الانوار ج ٩ ص ١٦٦ ـ ١٧٢ ـ ١٧٣ و ٦١٧ وفى كتاب البدء والتاريخ ج ٥ ص ١٢٨.