واعتلوا في أن الاسباط أربعة بان قالوا : ان القدر والنباهة والعز والنبوّة من ولد يعقوب بن إسحاق عليهماالسلام في أربعة وصار الباقون اسباطا بهم ، فكانوا هم الأنبياء والملوك ولم يكن للباقين قدر إلّا بهم وهم لاوى ويهودا ويوسف. [a٠٢ F] وابن يامين وصار الباقون اسباطا بنباهة اخوتهم ، كالرجل يصير شريفا بشرف أخيه وابنه ومولاه وابن عمه ، لان يهودا ولد داود وسليمان وفيها الملك الّذي لا يشبهه ملك مع النبوة ومريم بنت عمران أم المسيح ورأس الجالوت ، وهو الملك بعد الأنبياء والرسل ، وولد لاوى موسى وهارون وعزير وجوقيال (١) والياس واليسع واورميا (٢) والخضر ، هؤلاء ولد هارون ومن ولدهم ملوك وانبياء ، ومنهم آصف بن برخيا صاحب عرش بلقيس ، ومن ولد يوسف يوشع بن نون ومن ولد ابن يامين طالوت الّذي ذكره الله في كتابه.
قالوا فبنو هاشم اسباط والامامة والخلافة والملك في أربعة وذلك قول الله تبارك وتعالى : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) ، (٣) فالكلام [b٠٢ F] يكون رمزا ومثلا وكناية ووحيا ، فالتين على ، والزيتون الحسن ، وطور سنين الحسين ، وهذا البلد الامين محمّد بن الحنفية ، وانما اقسم بهم لانهم الائمة والجلة وعمد الاسلام وقوامه ، وقد علم انهم سيظلمون أماكنهم وحقوقهم ، فأقسم بهم ليدل على تفضيله اياهم ، وليزيد في ذكرهم اذ كانوا في دار التقية ولم يفعل ذلك بالنبي صلىاللهعليهوآله وان كان احق بالتعظيم ، لان كلمته كانت العالية وكان في دار العلانية وكانوا هم إلى التقوية والمادة احوج ولم يكن الله ليضع التين الماكول والزيتون المعصور بهذا الموضع من الشرف والقدر لانهما لا يفهمان الاحسان فيسدى ذلك إليهما وليسا بعظيمين في العقول كالسماء والعرش فيجوز ذلك عليهما فانما ذلك على وولده وانما [a١٢ F] جعل البلد الامين محمّد بن الحنفية لانه كان آخرهم في الوصية رابع أربعة وانه
__________________
(١) كذا في الاصل والصحيح : حزقيال.
(٢) كذا فى الاصل والصحيح : ارميا.
(٣) القرآن ٩٥ : ١.