يبق بعد الحسن والحسين احد اقرب إلى أمير المؤمنين على بن أبي طالب من محمّد ابن الحنفية فهو اولى الناس بالامامة كما كان الحسين [b٦١ F] اولى بها بعد الحسن من ولد الحسن ، فمحمد هو الامام بعد الحسين.
٦٣ ـ وفرقة قالت ان محمّد بن الحنفية هو الامام المهدى وهو وصى على (١) ليس لاحد من اهل بيته ان يخالفه ولا يخرج عن إمامته ولا يشهر سيفه إلّا باذنه ، وانّما خرج الحسن إلى معاوية محاربا له باذنه ، ووادعه وصالحه باذنه ، وخرج الحسين إلى قتال يزيد بن معاوية ، باذنه ، ولو خرجا بغير اذنه هلكا وضلا ، ومن خالف محمّد بن الحنفية من اهل بيته وغيرهم فهو كافر مشرك ، وان محمّد بن الحنفية استعمل المختار بن أبي عبيدة الثقفى على العراقين بعد قتل الحسين ، وامره بالطلب بدم الحسين وثأره وقتل قتلته ، وطلبهم حيث كانوا ، وسمّاه كيسان لكيسه ، وما عرف (٢) من قيامه ومذهبه (٣) وهم المختارية الخلّص ويدعون الكيسانية (٤) وهم الحربية اصحاب عبد الله بن عمرو بن الحرب الكندى وهم يقولون [a٧١ F] بالتناسخ ويزعمون ان الامامة جرت في على ثم في الحسن ثم في الحسين ثم في ابن الحنفية ومعنى ذلك ان روح الله صارت في النبي وروح النبي صارت في على وروح على صارت في الحسن وروح الحسن صارت في الحسين وروح الحسين صارت في محمّد بن
__________________
(١) على بن ابى طالب (النوبختى ص ٢٦)
(٢) ولما عرف (النوبختى).
(٣) ومذهبه فيهم (النوبختى ص ٢٧)
(٤) والظاهر انه قد سقطت هنا سطور من المتن ونحن اضفنا من كتاب النوبختى : فلما توفى محمد بن الحنفية بالمدينة فى المحرم سنة احدى وثمانين وهو ابن خمس وستين سنة عاش فى زمان ابيه اربعا وعشرين سنة وبقى بعد ابيه احدى واربعين سنة وأمه خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبيد بن يربع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنفية بن تيم [الحطيم ـ خ ل] بن على بن بكر بن وائل وإليها كان محمد ينسب وتفرق اصحابه فصاروا ثلاث فرق فرقة قال ان محمد بن الحنفية هو المهدى سماه على عليهالسلام مهديا لم يمت ولا يموت ولا يجوز ذلك ولكنه غاب ولا يدرى اين هو وسيرجع ويملك الارض ولا امام بعد غيبته إلى رجوعه وهم أصحاب ابن كرب ويسمون الكربية (النوبختى ص ٢٧).