علم عبيد الله بن زياد باقباله وجه إليه خيلا إلى البادية (١) ، فاستقبله فلم يزل معه حتى نزل كربلاء (٢) فبعث عبيد الله حينئذ إليه عمر بن سعد بن أبي وقاص [b٥١ F] في خيل عظيمة وأمره بمحاربته (٣) فحاربه فقتله عمر بن سعد ، وقتل معه جميع اصحابه ، وقتل بكربلاء يوم الاثنين يوم عاشوراء لعشر ليال خلون من المحرم سنة أحدى وستين ، وهو ابن ست وخمسين سنة وخمسة اشهر ، وقال بعض الرواة عن جعفر بن محمّد : أنه توفي وهو ابن سبع وخمسين سنة : وأمه فاطمة بنت رسول الله وكانت إمامته ثلاث عشر سنة (٤) وعشرة اشهر وخمسة عشر يوما.
٦١ ـ فلما قتل الحسين حارت فرقة من اصحابه وقالوا قد اختلف علينا فعل الحسن وفعل الحسين ، لانه ان كان الّذي فعله الحسن حقا واجبا صوابا من موادعته معاوية وتسليمه الخلافة له عند عجزه عن القيام بمحاربته مع كثرة انصار الحسن وقوته فما فعله الحسين من محاربته يزيد بن معاوية مع قلة. [F١٦ a] انصار الحسين وضعفهم وكثرة اصحاب يزيد حتى قتل وقتل أصحابه جميعا خطأ باطل غير واجب لان الحسين كان اعذر في القعود عن محاربة يزيد وطلب الصلح والموادعة من الحسن في القعود عن محاربة معاوية وان كان ما فعله الحسين بن على حقا واجبا صوابا من مجاهدته يزيد بن معاوية حتى قتل وقتل ولده واهل بيته واصحابه ، فقعود الحسن وتركه مجاهدة معاوية وقتاله ومعه العدد والعدّة خطأ باطل ، فشكّوا لذلك في إمامتهما فدخلوا في مقالة العوام ومذاهبهم وبقى سائر الناس اصحاب الحسين على القول بامامته حتى مضى ، فلما مضى افترقوا بعده ثلاث فرق :
٦٢ ـ فرقة قالت بامامة محمّد بن على بن أبي طالب ابن الحنيفة وزعمت انه لم
__________________
(١) فوجه إليه إلى البادية الجيوش (النوبختى ص ٢٥)
(٢) فلم يزالوا ماضين حتى وردوا كربلاء (النوبختى ص ٢٥)
(٣) وجعله على محاربته (النوبختى ص ٢٥)
(٤) ست عشرة سنة (النوبختى ص ٢٥)