كما اشرك ابوك من
قبل فطعنه بمغول في اصل فخذه فقطع الفخذ إلى العظم واعتنقه الحسن [b٤١ F] فخرّا جميعا ، واجتمع الناس على
الجراح فطئوه حتى قتلوه ثم حملوا الحسن على سرير قد اثخنته الجراحة ، فاتوا به
المدائن ، فلم يزل يعالج بها في منزل سعد بن مسعود الثقفى حتى صحت جراحته قليلا
وخف بعض ما كان به ، ثم انصرف إلى المدينة فلم يزل جريحا من طعنته سقيما في جسمه ،
كاظما لغيظه متجرعا لريقه على الشجار والاذى من اهل دعوته حتى توفى رحمة الله عليه
في آخر صفر من سنة سبع واربعين ، وهو ابن خمس واربعين سنة وستة اشهر ، وقال
بعض الرواة انه توفي وهو ابن ثمان واربعين سنة في خلافة معاوية بالمدينة ، وكان
مولده للنصف من شهر رمضان في سنة بدر سنة اثنين بعد الهجرة ، وقال بعضهم انّه ولد
سنة ثلاث من الهجرة في شهر رمضان في سنة بدر. [a٥١
F] وكانت إمامته ست سنين وخمسة اشهر ،
وأمه فاطمة بنت رسول الله ، وأمها خديجة بنت خويلد بن اسد بن عبد العزى ابن قصى بن
كلاب.
٦٠ ـ فنزلت هذه الفرقة القائلة بامامته بعد وفاته إلى القول بامامة اخيه الحسين بن على فلم تزل على ذلك حتى
قتل وقتل في خلافة يزيد بن معاوية لعنه الله ، قتله عمر بن سعد بن أبي وقاص في ولاية ابن مرجانة عبيد الله بن زياد ، وكان عامل يزيد
بن معاوية على الكوفة والعراق والبصرة ، وذلك حين اقبل الحسين من مكة يريد الكوفة عند ما
كتب إليه مسلم بن عقيل ببيعة الناس له ، فلما
__________________