ذلك عقوبة من الله لسكله (١) من سلطانه في نفسه وفي ولده بر كونه إلى عبد [b٣١ F] الملك بن مروان الجبار وبيعته له وكانت الامامة وديعة عند الامام الصامت أبي هاشم إذ غيب الله الامام الناطق ، فلمّا مات أبو هاشم ولم يعقب ولم يوص بها إلى أحد من رهطه ، لانّ الله تبارك وتعالى اراد ان يعيدها إلى محمّد بن الحنفية بعد تمام العقوبة والمدة وقدر الاستحقاق ، كما اخرج ذا النون في حبسه واعاده الى عزّ نبوته ، والناس اليوم في التيه يدخلون فيما يخرجون منه ويخرجون ممّا يدخلون فيه لا يعرفون حجّة من غيره ولا حقا من شبهة ولا يقينا من خبرة حتّى يبعث الله الامام العالم محمّد المكنى (٢) بابي القاسم على رغم الراغم والدهر المتفاقم فيملك الارض جميعا ويقطعها من حماية قطعا وهكذا لفظهم.
وقالوا في على قولا عظيما شنعا جاوزوا فيه [F١٤ a] قول عبد الله بن سبأ وعبد الله بن حرس وابن سويد ، وسنأتى على تمام مقالتهم في موضع حاجتنا إليه ولا قوة إلّا بالله.
٥٩ ـ وفرقة لزمت القول بامامة الحسن بن على بعد ابيه إلّا شرذمة منهم (٣) فانه لما وادع الحسن بن على معاوية واخذ منه المال الّذي بعث به إليه (٤) على الصلح ازروا على الحسن وطعنوا فيه وخالفوه ورجعوا عن إمامته وشكوا فيها ودخلوا في مقالة جمهور الناس ، وبقى سائرهم (٥) على القول بامامته إلى أن قتل صلوات الله عليه عند شخوصه عن محاربة معاوية ، فانه لما انتهى إلى مظلم ساباط وثب عليه رجل من بنى اسد يقال له الجراح بن سنان فاخذ بلجام دابته ، ثم قال : الله اكبر اشركت
__________________
(١) كذا فى الاصل ، لعل لتنكيله.
(٢) المكنا : فى الاصل.
(٣) شرذمة منهم خالفوه عند صلحه مع معاوية فآذوه يدا ولسانا والتى لزمته قالت بامامة اخيه (خ ـ ل).
(٤) وصالح معاوية الحسن (النوبختى ص ٢٤).
(٥) سائر اصحابه (النوبختى ص ٢٤).