ابن مالك الاسعدي وكان اسمه وكان اشد افراطا في القول والفعل والقتل من [b٢١ F] المختار ، وكان يقول انّ [المختار وصى] محمّد بن الحنفية وعامله ويكفّر من تقدم عليا ويكفر أهل صفين وأهل الجمل ، وكان
المختار لا يكفر من تقدم عليا ويكفر أهل صفين وأهل الجمل ، وكان يزعم أبو عمره كيسان بن عمران جبريل يأتي المختار بالوحى
من عند الله ، فيخبره بذلك ولا يراه ، وقال انّه يوحى إليه وان جبرئيل وميكائيل
ينزلان عليه بالوحي ، وقال بعض العلماء والرواة انّه سمّى كيسان بكيسان مولى على
ابن أبي طالب ، وهو الّذي حمله على الطلب بدم الحسين ابن علي ودلّه على قتلته ،
وكان صاحب سره ومؤامراته والغالب على أمره.
٥٨ ـ فاصحاب أبى عمره من المختارية يزعمون انّهم اليوم في التيه لا إمام لهم ،
ولا قيّم ولا مرشد ، لانّ عليّا كان أوصى إلى الحسن وأوصى الحسن إلى الحسين وأوصى
الحسين إلى محمّد بن [a٣١ F]
الحنفيّة فكان العلم والمقنع في دار التقيّة فلمّا اذنب ذلك الذنب الّذي عاقبه
الله من اجله وأخرجه من داره ومن بين أصحابه وأهله حتّى أوغله في جبل وعر وغار
مظلم ، كما أهبط آدم من الجنّة إلى الارض عقوبة له على معصيته ، وكما عاقب ذا
النون حتّى قذف به في بطن الحوت في البحر فكانت تلك عقوبته إذا كان إماما على سبيل
عقوبة الأنبياء والرسل المقرّبين ، فلمّا أراد الله إخراجه إلى ذلك الشعب وإيلاجه
في ذلك الكهف وحضره الامر والحجّة الرسول نبذ الامر إلى ابنه عبد الله أبي هاشم ،
وقد كان في علمه انّه لا يعقب فيتم الحجة بنسله ، ولكن لم يكن بحضرته على بن
الحسين ولا الحسن بن الحسن ، وعلم أنّ
__________________