ابن مالك الاسعدي (١) وكان اسمه وكان اشد افراطا في القول والفعل والقتل من [b٢١ F] المختار (٢) ، وكان يقول انّ [المختار وصى] محمّد بن الحنفية وعامله (٣) ويكفّر من تقدم عليا ويكفر أهل صفين وأهل الجمل ، وكان المختار لا يكفر من تقدم عليا ويكفر أهل صفين وأهل الجمل ، وكان (٤) يزعم أبو عمره كيسان بن عمران جبريل يأتي المختار بالوحى من عند الله ، فيخبره بذلك ولا يراه ، وقال انّه يوحى إليه وان جبرئيل وميكائيل ينزلان عليه بالوحي ، وقال بعض العلماء والرواة انّه سمّى كيسان بكيسان مولى على ابن أبي طالب ، وهو الّذي حمله على الطلب بدم الحسين ابن علي ودلّه على قتلته ، وكان صاحب سره ومؤامراته (٥) والغالب على أمره.
٥٨ ـ فاصحاب أبى عمره من المختارية يزعمون انّهم اليوم في التيه لا إمام لهم ، ولا قيّم ولا مرشد ، لانّ عليّا كان أوصى إلى الحسن وأوصى الحسن إلى الحسين وأوصى الحسين إلى محمّد بن [a٣١ F] الحنفيّة فكان العلم والمقنع في دار التقيّة فلمّا اذنب ذلك الذنب الّذي عاقبه الله من اجله وأخرجه من داره ومن بين أصحابه وأهله حتّى أوغله في جبل وعر وغار مظلم ، كما أهبط آدم من الجنّة إلى الارض عقوبة له على معصيته ، وكما عاقب ذا النون حتّى قذف به في بطن الحوت في البحر فكانت تلك عقوبته إذا كان إماما على سبيل عقوبة الأنبياء والرسل المقرّبين ، فلمّا أراد الله إخراجه إلى ذلك الشعب وإيلاجه في ذلك الكهف وحضره الامر والحجّة الرسول نبذ الامر إلى ابنه عبد الله أبي هاشم ، وقد كان في علمه انّه لا يعقب فيتم الحجة بنسله ، ولكن لم يكن بحضرته على بن الحسين ولا الحسن بن الحسن ، وعلم أنّ
__________________
(١) لم يذكر هذا الاسم فى (النوبختى ص ٢٣).
(٢) جدا (النوبختى ص ٢٣).
(٣) ان محمد بن الحنفية وصى على بن أبى طالب وانه الامام وان المختار قيمه وعامله (النوبختى ص ٢٣).
(٤) وكان يزعم ان جبرئيل عليهالسلام يأتى المختار بالوحى عند الله (النوبختى ص ٢٣).
(٥) ومؤامرته (النوبختى ص ٢٤).