بواسط وكانوا يعتقدون بشركة في الأموال بينهم ـ وقد وضع عبدان وهو صهر حمدان قرمط كتابا شرح فيه الطريق المريد او التاجب إلى بلاغات الفرقة السبعية ، والغاية من هذه البلاغات السبعة الّتي رفعت بعد إلى تسعة ، ان تنتهى بالمريد إلى أن يؤمن من طريق الدراسة الدقيقة لمعتقده الدينى ـ بانّ جمال العقيدة الكلّي لمّا ينكشف له بعد ، ومن ثمّ إلى ان يشك في اساسها وبذلك يصبح خاضعا لسلطة الامام المستتر ويعلم ان كل ما اوحى به سابقا من تنزيل وشرائع دينية انّما يمثل حجابا لمعنى باطنى لا يدرك إلّا بالتأويل ، ليس غير. ثمّ انّ احد الرئيسين «صاحب الناقة» والآخر صاحب الظهور اللّذين كان من المفروض أن يكونا مستقرين خارج السواد اى العراق استبدل بعبدان داعية اعظم نشاطا منه هو زكرويه الدندانى ، ووجّهه إلى سورية فنجح سنة ٢٨٧ ه في تحريك اعراب بني العليص للانتقاض على الدولة الطولونية ونودي «بصاحب الناقة» خليفة وتسمّى بامير المؤمنين أبي عبد الله محمّد وزعم انّه من نسل على. وعاث القرامطة فسادا في جميع المدن السورية ، وفي سنة ٢٨٨ توفى خليفتهم فقام بالامر من بعده اخوه عبد الله أحمد «صاحب الخال» ولكنّه اسر وقتل بعد عامين في بغداد ، وما هي إلا فترة قصيرة حتّى قتل زكرويه أيضا ولكن القرامطة وفقوا لي فوز راسخ في بلاد العرب فحوالى سنة ٢٨٠ ه بعث صاحب الناقة أبا سعيد الحسن بن بهرام الجنّابي إلى الاحساء في منطقة البحرين على الخليج الفارسى ، فنجح هذا ، بمساندة الاعراب من قبيلة عبد القيس ، في إنشاء دولة مستقلة هناك جعل عاصمتها المؤمنة بدلا من هجر ، العاصمة القديمة ، وهي الهفوف اليوم ، وإنّما حكم هو وخلفاؤه بوصفهم مفوضين من قبل الامام المستتر ، وابو سعيد وخليفته اغار على العراق أكثر من مرّة فسلب ونهب ، كما اغار على قوافل الحج ٣٠١ ـ ٣٣١. ليس هذا فحسب ، لقد استولى في سنة ٣١٨ ه على مكّة نفسها ونزع الحجر الاسود من الكعبة وانفذه إلى عاصمة بالاحساء حيث ظلّ طوال ثلاثين سنة.
(راجع بروكلمان : تاريخ الشعوب الاسلامية ، ج ٢ ص ٧٢ ـ ٧٥ ، الاشعري :