غادرها إلى مدينة سلمية قرب حمص بعد ان ترك اخاه حسينا يقوم بالنيابة عنه ، وفي سلمية نصّ على إمامة احمد بن عبد الله وانتقل بعد ذلك إلى بلدة مصياف بسورية ومات فيها وكان ذلك سنة ٢١٢ ه وبعد وفاته استلم شئون الامامة ولده المسمى احمد بن عبد الله الملقب بمحمد التقى ، فوضع الوكلاء والدعاة بمركز دعوته بسلمية وسار متنقلا في البلاد حتى توفى في القسطنطنية سنة ٢٢٩ ه ، وبعد ذلك استلم شئون الدعوة ولده بسلمية وهو المسمى الحسين بن احمد بن عبد الله الملقب بعبد الله الرضى وقد توفى في سلمية سنة ٢٦٧ ه. هذا خلاصة ما ذكره الداعى ادريس عماد الدين بن الحسن ، ولكن الظاهر من هذا النص ان المؤرخ خلط كثيرا من الاخبار ذكرت في كتب اسماعيلية اخرى. والاخبار كلّها مضطربة فلم نسمع شيئا من الاسماعيلية إلّا بعد غيبة آخر امام الفرقة الاثنى عشرية اى محمّد بن الحسن في السرداب حوالى ٢٧٠ ه اى بعد وفاة جعفر بن محمّد الصادق باكثر من قرن كامل ، فاين كانت طائفة الاسماعيلية طول هذه المدة؟
ولعل أوّل حركة اسماعيليّة ناجحة هي تلك الحركة الّتي قامت ببلاد اليمن فان احد الدعاة المعروف بالحسين بن حوشب الملقّب بمنصور اليمن ، استطاع حوالى ٢٦٦ ه أن يجمع حوله عددا كبيرا من قبائل اليمن واظهر بينهم الدعوة للامام الاسماعيلي المنتظر فاستطاع ان يؤسّس أوّل دولة اسماعيليّة في التاريخ. امّا الداعي ابن حوشب فكان أوّل امره من الشيعة الاثنى عشرية فمال بعدها إلى مذهب الاسماعيلية فنشط مع زميل له هو علي بن الفضل في هذه الدّعوة باليمن ، فكان يرسل الدّعاة من قبله في مختلف البلاد ، فارسل الداعى أبا عبد الله الشيعى في شمال افريقيّة واستطاع أبو عبد الله ان يكسب تأييد قبيلة كتامة.
وحوالى هذه السنوات قامت حركة اسماعيليّة في البحرين عرفت في التاريخ بحركة القرامطة برئاسة حمدان قرمط وهزم القرامطة جيوش العباسيين في عدة مواقع ودخل قرامطة البحرين مكّة اثناء موسم الحج وانتزعوا الحجر الأسود وحملوه معهم إلى عاصمتهم «هجر» ، غير ان القرامطة ، بعد ان نجحت ثورتهم على العبّاسيّين ،