تألبوا على الامام الاسماعيلي في سلمية ،؟؟؟ طاعته وجعلوا الدعوة لزعمائهم دون ائمّة الاسماعيلية. فهجموا على سلميه ، واقتحموا دور الأئمّة وسلبوا كثيرا من أموالهم وقتلوا بعض أفراد الاسرة ، وكان الامام الاسماعيلي إذ ذاك هو عبيد الله المهدى فهرب مع بعض أفراد اسرته من سلمية إلى الرملة فتبعه القرامطة ، فاضطر المهدى إلى الفرار مرة اخرى إلى الفسطاط بمصر ورحل بعدها إلى شمال افريقيّة ، وهناك اظهر نفسه وخرج من ستره واعلن إمامته ودعوته ولما عرف العباسيون عنه شيئا ارسلوا إلى الولاة بصفته حتّى يقبضوا عليه ، وكاد يقبض عليه في مصر لو لا ان حدره بعض الدعاة فتركها إلى ان بلغ مدينة سجلماسة بالمغرب.
فقبض عليه بنو الاعلب أصحاب القيروان عاصمة افريقيّة في تونس وسجن المهدى ، ووصل نبأ سجنه إلى أبي عبد الله الشيعى داعية في المغرب والّذي نجح في دعوة قبيلة كتامة إليه فقام أبو عبد الله الشيعى يجمع قبيلة كتامة لانقاذ المهدى وأخرجه من السجن واركب الامام دابة قادها وهو ينادى في جموع كتامه : «هذا إمامكم هذا امام الحق ، هذا هو المهدى» وبذلك دخل تاريخ الاسماعيليّة في دور جديد ، عرفوا مورخوهم بانّه «دور الظهور» بعد «دور الستر» ، ويقال ان هذا الستر هو السبب الاوّل في خروج القرامطة عن طاعته ، ولمّا عادوا إليه مرّة اخرى وجدوا شخصا اخر يحمل نفس الاسم ، فشك زعماء القرامطة في الامام والدعوة نفسها وحاربوا الامام ودعوا إلى أنفسهم ، وهذا ما حدث أيضا للداعي أبي عبد الله الشيعي ، فانه قبل سفره إلى بلاد المغرب زار الامام بسلمية ، ولكن بعد ظهور المهدى بالمغرب رأى أبو عبد الله الشيعى الّذي انقذه من السجن ان المهدي ليس هو الامام الّذي قابله بسلمية وتطرق الشك في نفسه وكادت تحدث ثورة بين كتامة لو لم يبادر المهدى بقتل أبي عبد الله الشيعي وأخيه أبي العباس. وهذا الستر نفسه هو السبب الأوّل في شك كثير من المؤرّخين في نسب أئمة الدولة الاسماعيلية الكبرى يعنى الدولة الفاطميّة والقول بانّهم ادعياء النسب ، حتّى قيل انّ هذا الامام الاسماعيلي يعنى عبيد الله المهدى هو ابن رجل يهودى كان حدادا بسلمية ، وترملت أمه ، فتزوّجها أحد الاشراف العلويّين