الذي تقول به الشيعة والذي هو من اسرار آل محمّد حتى ورد في اخبار هم الشريفة انه ما عبد الله بشيء مثل القول بالبداء ، فهو عبارة عن اظهار الله جلّ شانه امرا يرسم في الواح المحو والاثبات وربما يطلع عليه بعض الملائكة المقربين في احد الأنبياء والمرسلين فيخبر الملك به النبىّ والنبيّ يخبر به امته ثم يقع بعد ذلك خلافه لانه محاه واوجد في الخارج غيره ، وكل ذلك كان يعلم الله حق العلم ولكن في علمه المخزون المصون الذي لم يطلع عليه لا ملك مقرب ولا نبى مرسل وهذا المقام من العلم هو المعبر عنه في القرآن «بام الكتاب» كقوله تعالى (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) فالبداء في عالم التكوين ، كالنسخ في عالم التشريع. على ان قسما من البداء يكون من اطلاع النفوس المتصلة بالملإ الاعلى على الشيء وعدم اطلاعها على شرطه او مانعه. مثلا اطلع عيسى عليهالسلام ان العروس يموت ليلة زفافه ولكن لم يطلع على ان ذلك مشروط بعدم صدقة اهله ، فاتفق انّ أمه تصدقت عنه وكان عيسى عليهالسلام اخبر بموته ليلة عرسه فلم يمت ، وسئل عن ذلك فقال لعلكم تصدّقتم عنه والصدقة قد تدفع البلاء المبرم. وهكذا نظائرها وقد تكون الفائدة لامتحان وتوطين النفس كما في قضية امر ابراهيم بذبح اسماعيل.
(راجع : اصل الشيعة واصولها للعلّامة المرحوم الشيخ محمّد حسين آل كاشف الغطاء ص ١٩٠) في مسألة البداء راجع أيضا :
Friedlander, P. ٢٧, EI, ١, ١٩٥) art. par Goeldziher (
فقرة ١٥٤ ـ ص ٧٩ ـ ابو عبد الله جعفر بن محمد الملقب بالصادق (٨٠ ـ ١٤٨ ه) سادس الائمة الاثنى عشر عند الامامية. كان من اجلاء التابعين ، وله منزلة رفيعة في العلم. اخذ عنه جماعة ، منهم الامامان ابو حنيفة ومالك ولقب بالصادق لانه لم يعرف عنه الكذب قط. له اخبار مع الخلفاء من بنى العباس وكان جريئا عليهم صداعا بالحق. له رسائل مجموعة في كتاب ذكرها في كشف الظنون وكان تلميذه ابو موسى جابر بن حيّان الصوفى الطرسوسى قيل قد صنف كتابا يشتمل على الف ورقة تتضمّن رسائل جعفر الصادق عليهالسلام ، وهى خمس مائة رسالة. وكانت ولادته