والعداوة لقد سأل
سائل ذات مرة الامام جعفر عليهالسلام بما معناه «يا ابن رسول الله انى لا اقوى على الدفاع بجدّ
عن حقوقكم ، وكلّ ما استطيع عمله هو البراءة من اعدائكم و
الدأب على لعنهم ،
فما هو قدرى عندكم؟ فاجاب الامام عليهالسلام : روى لى أبي عن أبيه وهو سمع عن رسول الله : «من اشتد
ضعفه حتى عجز عن معاونتنا نحن اهل البيت وعن نصرتنا ، ولكنه وهو في بيته يصبّ
اللعنات على اعدائنا ، تحييه الملائكة لانه من الابرار».
قال العلامة
المرحوم كاشف الغطاء في كتابه «اصل الشيعة واصولها» : من الامور التى يشنع بها بعض
الناس على الشيعة ويزدرى عليهم بها ، قولهم «بالتقيّة» جهلا منهم بمعناها وبموقعها
، ولو تثبتوا في الامر لعرفوا انّ التقية التى تقول بها الشيعة لا تختص بهم ولم
ينفردوا بها بل هو امر ضرورة العقول وشريعة الاسلام في اسس احكامها تماشى العقل
ومن ضرورة العقول ان كل انسان مجبول على الدفاع عن نفسه والمحافظة عن حياته ، وقد
اجازت شريعة الاسلام المقدسة للمسلم في مواطن الخوف على نفسه او عرضه اخفاء الحق
والعمل به سرا ريثما تنتصر دولة الحق كما اشار إليه جل شأنه (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً) وقوله (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ
وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) وقصة عمّار وابويه وتعذيب المشركين لهم ولجماعة من الصحابة
وحملهم لهم على الشرك ، واظهارهم الكفر مشهورة.
والعمل بالتقية له
احكامه الثلاثة : فتارة يجب كما إذا كان تركها يستوجب تلف النفس من غير فائدة ،
واخرى يكون رخصة كما لو كان في تركها والتظاهر بالحق نوع تقوية له فله ان يضحى
بنفسه وله ان يحافظ عليها. وثالثة يحرم العمل بها كما لو كان ذلك موجبا لرواج
الباطل ، واضلال الخلق واحياء الظلم والجور.
لا يخفى على من
راجع موارد التقية انها لا تنحصر في الخوف من السائل او ثالث حاضر حتى يقول عمر بن
رياح في دفع احتمال التقية إذا لتقية كما تكون من السائل او من ثالث فكذا تكون
ممّن يحضر العامل بالحكم حين عمله فيخاف الامام منه عليه كما اجاب الصادق عليهالسلام على بن يقطين بالوضوء منكوسا لعلمه بان هارون