مقامه ابدا ، رجل منهم معصوم من الذنوب ، طاهر من العيوب ، تقيّ نقى (١) ، مبرأ من الآفات والعاهات في الدين والنسب والمولد ، يؤمن منه العمد والخطأ والزلل ، منصوص عليه من الامام الّذي قبله مشار إليه بعينه واسمه. الموالى له مؤمن ناج ، والمعادى له كافر هالك ، والمتخذ دونه وليجة ضال مشرك ، وان الامامة جارية في عقبه على هذا السبيل ما اتصل امر الله ونهيه ولزم العباد التكليف.
فلم تزل هذه الفرقة ثابتة قائمة لازمة لامامته وولايته على ما ذكرنا ووصفنا الى ان قتل صلوات الله عليه وقتل في شهر رمضان ضربه [a٨ F] عبد الرحمن بن ملجم المرادى لعنه الله ليلة تسع عشرة ، وتوفى في ليلة احدى وعشرين ، ليلة الاحد سنة اربعين من الهجرة ، وهو ابن ثلاث وستين سنة ، وكانت (٢) إمامته ثلاثين سنة ، وخلافته اربع سنين وتسعة اشهر ، وأمه فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف رحمة الله عليها ، وهو اوّل هاشمى ولده هاشم (٣) وروى بعض الرواة عن جعفر بن محمد وغيره انه قتل وهو ابن خمس وستين سنة وهو اصح القولين وابينهما.
٥٢ ـ وفرقة قالت ان عليا رحمة الله عليه كان اولى الناس بعد رسول الله بالناس ، (٤) لفضله وسابقته وقرابته وعلمه ، وهو افضل الناس كلهم بعده واشجعهم واسخاهم واورعهم وازهدهم واعلمهم ، واجازوا مع ذلك خلافة ابى بكر وعمر ، رأوهما اهلا (٥) لذلك المكان والمقام [b ٨ F].
احتجوا في ذلك بان زعموا ان عليا سلم لهما الامر ورضى بذلك وبايعهما طائعا غير مكره وترك حقه لهما ، فنحن راضون كما رضى المسلمون له (٦) ولمن
__________________
(١) مأمون رضى (النوبختى ص ١٩).
(٢) فكانت (النوبختى ص ٢٠).
(٣) اوّل هاشمى ولد بين هاشميين (النوبختى ص ٢٠).
(٤) برئاسة الناس (خ ـ ل).
(٥) إمامة ابى بكر وعمر وعدوهما (النوبختى ص ٢٠) ، وقالوا كانا اهلا (خ ـ ل).
(٦) كما رضى الله المسلمين له (النوبختى ص ٢٠).