لهم غيره من اطاعه اطاع الله ومن عصاه عصى الله لما أقامه رسول الله علما لهم واوجب إمامته وموالاته وجعله اولى بهم منهم بانفسهم والّذي وضع عنده من العلم ما يحتاج إليه الناس من الدين والحلال والحرام وجميع منافع دينهم ودنياهم ومضارها وجميع العلوم كلها جليلها (١) ودقيقها واستودعه ذلك كلّه واستحفظه ايّاه وانّه استحق الامامة ومقام النبي صلىاللهعليهوآله لعصمته وطهارة مولده وسبقه (٢) وعلمه وشجاعته وجهاده وسخائه وزهده وعدالته في رعيته وان. [a٧ F] النبيّ صلىاللهعليهوآله نص عليه واشار إليه ، باسمه ونسبه ، وعينه وقلد الامة إمامته واقامه ونصبه لهم علما ، وعقد له عليهم إمرة المؤمنين ، وجعله وصيّه وخليفته ووزيره في مواطن كثيرة (٣) ، اعلمهم انّ منزلته منه منزلة هارون من موسى ، إلّا انّه لا نبي بعده (٤) ، واذ جعله نظير نفسه في حياته ، وانّه اولي بهم بعده ، كما كان هو صلىاللهعليهوآله أولى بهم منهم بأنفسهم ، إذ جعله (٥) في المباهلة كنفسه ، بقول الله : وانفسنا وأنفسكم (٦) ، ولقول رسول الله صلىاللهعليهوآله لبني وليعة : لتنتهن بابني وليعة او لا بعثن إليكم رجلا كنفسى يعصاكم بالسيف ، مقام النبيّ (٧) صلىاللهعليهوآله لا يصلح من بعده إلّا لمن هو كنفسه ، والامامة من اجلّ الامور بعد الرسالة (٨) ، إذ هي فرض من اجل فرائض الله. فاذا لا يقوم الفرائض ولا يقبل الا بامام عدل. [b ٧ F].
وقالوا انه لا بدّ مع ذلك من ان تكون تلك الامامة دائمة جارية في عقبه الى يوم القيمة ، تكون في ولده من ولد فاطمة بنت رسول الله ، ثم في ولد ولده منها يقوم
__________________
(١) جليها (خ ـ ل).
(٢) سابقته (خ ـ ل).
(٣) مثل غدير خم وغيره (النوبختى ص ١٩).
(٤) فهذا دليل إمامته ولا معنى الا النبوة والامامة (النوبختى ص ١٩).
(٥) إذ جعله نظير نفسه فى انه اولى بهم منهم بانفسهم فى حياته (النوبختى ص ١٩).
(٦) القرآن ٣ : ٥٤.
(٧) فمقام النبي (النوبختى ص ١٩)
(٨) بعد النبوة (النوبختى ص ١٩).