قال ابن طاوس في الاقبال : ومن الغريب ان ابن داود ذكره في البابين مع الاتفاق على وثاقته وجلالته وإن كان الداعى لذكره في القسم الثاني تضعيف بعض الأصحاب لقاءه أبا محمّد عليهالسلام ، وكون الحكاية موضوعة فواضح انّه لا يوجب قدحا فيه. وعن الشهيد الثانى فيما علّقه على رجال ابن داود أنه قال ذكر المصنف لسعد بن عبد الله في هذا القسم عجيب إذ لا خلاف بين أصحابنا في ثقته وجلالته وغزارة علمه يعلم ذلك من كتبهم وإن كان الباعث له على ذلك حكاية النجاشي عن بعض أصحابنا ضعف لقاء العسكري عليهالسلام فهو أعجب لان ذلك لا يقتضي الطعن بوجه الضرورة (١).
وفي مشتركات الطريحى والكاظمي يفهم ان سعد بن عبد الله بن أبي خلف هو ثقة برواية عليّ بن الحسين بن بابويه ورواية محمّد بن الحسن بن الوليد عنه ورواية أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار عن أبيه عنه وبغير واسطة أبيه كما في اسانيد الفقيه ورواية أبي القاسم ابن قولويه ، عن أبيه وأخيه عنه ورواية حمزة بن أبي القاسم عنه وروايته هو عن أحمد بن محمّد بن عيسى وعن الحكم بن مسكين (٢).
قال المامقاني : يا سبحان ما دعاه إلى عدّ الرجل في الضعفاء مع أنّه لا خلاف ولا ريب بين اثبات هذا الفن في وثاقة الرجل وعدالته وجلالته وغزارة علمه وإن كان الحامل له على ذلك تضعيف بعض الأصحاب لقائه العسكرى عليهالسلام كما حكاه النجاشي فهو اعجب ، ضرورة ان عدم لقائه وهما في بلدين متباعدين لا يقتضي جرحا فيه ولا طعنا اعوذ بالله من اشتباه ليس له محمل صحيح وخطأ ليس له جابر (٣).
أصله ونسبه : أمّا شيخنا أبو خلف الأشعري فأصله من العرب والأشعريّ بفتح الهمزة وسكون الشين المعجمة وفتح العين وكسر الراء نسبة إلى أشعر وهي قبيلة مشهورة من اليمن والأشعر على ما قيل هو نبت بن ادد بن زيد بن يشجب بن عريب ابن زيد بن كهلان بن سبأ ، وإنّما قيل له الأشعر لأن أمّه ولدته والشعر على
__________________
(١) راجع : اعيان الشيعة تأليف السيد محسن الامين طبع بيروت ص ١٩٥٠ ج ٣٤ ص ١٨٩.
(٢) أيضا : اعيان الشيعة ص ١٩٢.
(٣) تنقيح المقال فى أحوال الرجال للمامقانى ج ٢ ص ١٧.